بقـلم أحـمـد بلغـازي
استعرضت في المقال السابق والمعنون ب “شكرا يا صاحب الجلالة” عددا من الوقائع التاريخية التي تشهد على أنه حين تلتحم إرادة الملك بالشعب، فإنه لا شيء يحول دون تحقيق المعجزات.
وأريد في هذه الكلمة اليوم، أن أذكر ببعض المكرمات الملكية التي كان لها وقع كبير في نفوس المواطنات والمواطنين المغاربة، وكانت حافزا لهم لإنجاح هذا التحدي، الذي فرضه على بلادنا وعلى العالم أجمع، هذا الوباء اللعين المفاجئ.
ذلك أنه حين تبين للسلطات الصحية في بلادنا أن ارتداء الكمامات، لتحري الحيطة من انتقال العدوى بين أفراد المجتمع أصبح ضرورة، ظهر جلالة الملك محمد السادس نصره الله وهو يرتدي كمامة ليعطي القدوة بنفسه، فكانت الإستجابة واسعة بين أفراد الشعب المغربي، ولم نعد نصادف في شارع أو زقاق من يتجاهل هذا الواجب الإحتياطي، وبلا شك فقد كان لظهور ملك البلاد وهو يأخذ المبادرة أثر كبير سهل تمرير مطالبة السلطات الصحية بهذا الإجراء الإحترازي الضروري.
وفيما عدا هذه المبادرة من جلالة الملك، كانت هناك مبادرات متلاحقة من طرف جلالته حفظه الله، ذات أهمية قصوى في إطار توحيد الشعب المغربي لمواجهة جائحة (كوفيد 19) على قلب رجل واحد.
ولعل أبرز هذه المبادرات، وإن كانت كل مبادرات عاهلنا المفدى ذات أهمية وتأثير على النجاح الذي واجهت به بلادنا الجائحة التي قهرت أغنى الدول، هو إحداث صندوق لتدبير هذه الجائحة، عبر جمع التبرعات.
ولأن صاحب الجلالة كان هو الآمر بإحداث هذا الصندوق، فقد لاحظنا كيف سارعت كل شرائح الشعب المغربي كل حسب إمكاناته للتبرع لهذا الصندوق، وتساوى في السعي إلى التبرع الأغنياء والأقل غنى وأصحاب مختلف مستويات الدخل وصولا إلى محدودي الدخل الذين فتحت أمامهم فرصة التعبير عن تضامنهم ولو بعشرة دراهم عبر ال(SMS).
ولا نحتاج إلى تأكيد، على أن مثل هذا الصندوق ما كان ليلاقي هذا الإقبال على التبرع من طرف مختلف الفئات لولا ثقة المواطنين في ملكهم لأن أموال هذا الصندوق، ستكون موجهة لإعانة من فقدوا دخلهم ومناصب شغلهم جراء هذه الجائحة.
وما دمنا نتحدث عن أثر الثقة المتبادلة بين جلالة الملك وشعبه، فلا بد أن نشير إلى أن هذه الثقة تكرست أكثر حين عاين المواطنون سرعة تنفيذ توجيه الإعانات إلى مستحقيها من هذا الصندوق، وذلك من خلال توصل المنخرطين في نظام راميد بمستحقاتهم في الآجال المحددة وطبق المسطرة المرسومة، على أن تشمل الإعانات في المرحلة الثانية حتى المستحقين من غير المستفيدين من هذا النظام .
إجراء آخر أقدم عليه جلالة الملك وكان له أثر عميق في أنفس المواطنات والمواطنين، ويتعلق بإعطاء جلالته أمره السامي إلى الطب العسكري، بوصف جلالته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، من أجل مساندة الطب المدني في مواجهة جائحة كورونا.
وهذه المبادرة الملكية السامية، علاوة على أنها خففت العبء على طواقم الطب المدني عبر ربوع المملكة، فقد جددت جسر التعاطف بين الشعب والمؤسسة العسكرية وازدادت المؤسسة العسكرية إعجابا واحتراما في نفوس أبناء الشعب المغربي، والفضل في تجديد أواصر المحبة والتعاطف هذه، يعود إلى صاحب الجلالة نصره الله.