تم بالرباط خلال اجتماع نظم بمبادرة من “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، تقديم مؤلف “حالة الطوارئ الإفريقية : لنغير نموذج النمو”، وهو تشخيص لاقتصاد القارة من إنجاز الوزير الطوغولي السابق كاكو نوبوكبو.
ويستعرض الكتاب الذي يقع في 231 صفحة تشخيصا للاقتصاد الإفريقي ويدق ناقوس الخطر حول واقع هذه القارة التي تشهد استنزافا ضخما للرساميل والمعادن والأراضي، فضلا عن منافسة الفوائض الفلاحية الأوروبية.
وأوضح المؤلف في تصريح له أن “الهدف من الكتاب هو بحث التحديات المتعددة التي تواجه القارة الإفريقية، لا سيما التحديات الديموغرافية والإيكولوجية والمالية والسياسية، ودراسة سبل التصدي لها بطريقة مثلى بهدف تحقيق الرخاء المشترك”.
وأضاف المؤلف أنه تناول في كتابه أيضا عددا من القضايا الراهنة، وتحديدا منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والعملة الجديدة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والقضايا المرتبطة بمستقبل التحولات الهيكلية والعلاقات الفرنسية-الإفريقية.
كما أبرز الوزير الطوغولي السابق ضرورة بناء رؤية داخلية للإسهام في تنمية القارة، معتبرا أن الدول الإفريقية لا ينبغي أن تكتفي باتباع النماذج المصممة في أماكن أخرى.
وفي هذا الصدد، سجل المؤلف ضرورة اعتماد مقاربة استشرافية مشتركة ترسي آليات حكامة مناسبة وتضمن مراقبة السياسات العمومية وتقييمها.
ويتوزع مؤلف الخبير الاقتصادي الطوغولي إلى ثمانية فصول تشمل “إفريقيا مختبرا لليبرالية الجديدة”، و”مظاهر الصعود الزائفة”، و”هل في وسع قطاع الفلاحة في إفريقيا البقاء على قيد الحياة؟”، و”الديموغرافيا والهجرة: الخوف من الأسود’؟”.
ويتناول الكتاب أيضا “أسطورة السوق الإفريقية الكبرى” و”الفرنك الإفريقي: الأيام الأخيرة لعملة عفا عليها الزمن”، و”التحول الهيكلي: نحو اقتصاد فسيفسائي في إفريقيا” و “فرنسا-إفريقيا: هل من خبير اقتصادي يرسم الطريق؟”
ويعد كاكو نوبوكبو أستاذا في جامعات الدول الأعضاء في المجلس الإفريقي والملغاشي للتعليم العالي وعضوا في البرنامج العالمي للحكامة الاقتصادية لأكسفورد (بريطانيا العظمى) وبرينستون (الولايات المتحدة)، وهو أيضا مدير سابق للمؤسسة الفرنكوفونية الاقتصادية والرقمية في المنظمة الدولية للفرانكفونية، وسبق له أن شغل منصب وزير مسؤول عن الاستشراف وتقييم السياسات العمومية في الطوغو (2013-2015).