الرئيسية / غير مصنف / ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله : ما حاكه نظام العسكر للمغرب إلتف على عنقه

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله : ما حاكه نظام العسكر للمغرب إلتف على عنقه

بقلم احمد بلغازي 

   فيما تواصل حكومة النظام الجزائري سياسة العنتريات والافتراء والتظاهر أمام الشعب الجزائري بالقوة المزيفة، احتضنت مدينة مراكش يوم الأربعاء الماضي، اجتماعا للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بمشاركة 76 دولة بالعالم، (15 دولة إفريقية و37 أوروبية و7 آسيوية ودولتين من أمريكا الشمالية و13 عربية، إضافة إلى دولتين اخريين حضرتا اللقاء بصفة مراقب).

  وتعهد البيان الذي صدر عن هذا الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية هذه البلدان إضافة إلى العديد من المنظمات الدولية، “بمواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة “داعش” مع التركيز هذه المرة على القارة الإفريقية.

  ومعلوم، ان التئام هذا الملتقى العالمي في مراكش، يأتي في وقت تنامت فيه الاشادة والاعترافات الدولية بالجهود التي يبذلها المغرب على مستوى تعزيز الأمن الاقليمي والدولي باعتباره شرطا اساسيا للمضي في تعزيز التوجه التنموي في القارة الافريقية وبقية انحاء العالم. 

    وإذا كان العاهل المغربي قد عبر عن هذه المقاربة عندما قال في رسالته ما معناه ان المكان الذي تهجره الحياة يستوطنه الإرهاب فقد شهد للمغرب في اكثر من مناسبة وأكثر من تصريح على لسان مسؤولين أفارقة وأجانب ، بأن ما يبذله المغرب من جهود في المجال الامني والتنموى يبعث على اليقين لأن السياسة المتبعة من طرف المغرب اعطت فعلا زخما قويا لإرادة البناء المشترك بين الدول التي اختارت طي صفحة الحرب الباردة، وفتح صفحة التعاون من أجل تنمية الثروات وإسعاد الناس. 

 ويلاحظ انه في مقابل هذه السياسة الرشيدة التي يقودها بنجاح ملك المغرب ،يواصل الحكم العسكري الجزائري الامعان في وضع العصا في عجلة هذا التوجه الذي يحظى بإجماع دولي غير مسبوق. 

   فبدلا من الانخراط في سياسة التعاون والبناء المشترك ،يغلق العقل الحاكم في الجزائر على نفسه ، ويرى في كل نجاح للاستراتيجية المغربية عكس ما يراه العالم بأسره. وكل ذلك انطلاقا من مسلمة وحيدة وواحدة مفادها أن كل  نجاح للمغرب في تحقيق أهداف السياسة التي وضعها للإقلاع بإفريقيا اضعافا لأطروحات الجزائر. هذا في حين، ان ملخص أطروحة الجزائر هذه هي ان يشهد لها بأنها أقوى قوة ضاربة في العالم وأنها هي القائدة والرائدة والمهيمنة، والحال أن الوضع المأسوي الشامل الذي يعيشه الشعب الجزائري افضل من يعبر عن مأساة سياسة العسكر الحاكم. 

   واليوم، ومع ملتقى مراكش، ونوعية الحضور وأهمية القرارات التي اتخذت فيه، يتلقى النظام الجزائري صفعة أخرى تتاسب رعوعنته واحقاده على مغرب يمضي بثبات في بناء علاقات الثقة بجواره الافريقي والأوربي وعلاقته مع العالم. 

   فهذا اللقاء يأتي في وقت عجزت فيه الجزائر عن مجرد عقد قمة عربية عادية ، وبعد أن فشلت في اذاية المغرب أو محاصرته .

  فبعد قطع أنبوب الغاز، وقطع العلاقات وإغلاق الحدود برا وبحرا وجوا، ظهرت، فور ما اعتبرته حكومة الجارة الشرقية للمغرب عقابا، بوادر ومؤشرات على دخول المغرب مرحلة اعتماد على النفس في موضوع الطاقة. 

   فعلاوة على استكشافات للغاز والنفط  في عدد من المناطق المغربية،  أعلن المغرب، عن اقتراب المملكة من استئناف نشاط أنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي” بين إسبانيا والمغرب،  لنقل الغاز الطبيعي المسال الذي سيقتنيه المغرب من الأسواق الدولية.

  وفي هذا الاطار جرت مفاوضات  مع العديد من الموردين الدوليين للغاز، و تلقت المملكة العديد من العروض في هذا الصدد. 

   وهكذا دخل المغرب بشكل رسمي السوق الدولي للغاز، نافيا ما روجته دولة الكابرانات من أن غازها هو المستهدف، و أن الاتفاق مع إسبانيا وبعض الدول الأوروبية سيكون متعلقا فقط باستعمال بنيتها التحتية لنقل الغاز منها إلى المغرب.”وان الأنبوب “المغاربي الأوروبي” الذي يربط المغرب بإسبانيا، سيكون “هو المحور الأساس في نقل الغاز الطبيعي المسال، انطلاقا من إسبانيا إلى المملكة المغربية، وبالتالي فإن هذا الأنبوب سيعود إلى نشاطه بعد توقفه في أواخر العام الماضي بانتهاء الاتفاق المبرم مع الجزائر”.

 هكذا انقلب السحر على الساحر، وخرج المغرب أقوى مما يريده له جار السوء ، ولا يحيق المكر للسيء إلا بأهله.

            

عن majaliss

شاهد أيضاً

تعزية

على اثر المصاب الجلل الذي الم باسرة لكفيفي بوفاة والدة رشيد لكفيفي مدير وكالة انعاش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *