مجالس جريدة الكترونية تصدر عن مجالس ميديا
تفيد الأخبار التي يتم تسريبها من حين لآخر هذه الأيام، أن أحزاب الأغلبية الحاكمة منشغلة بالحسابات المتعلقة بانتخابات 2021، أي بعد أزيد من عام من الآن.
إن هذا الاهتمام يثير الكثير من الأسئلة لدى الرأي العام الوطني.
ولعل أبرز هذه الأسئلة المثارة حول انشغال أحزاب الأغلبية بانتخابات ما زال يفصلنا عنها أكثر من سنة، وفي ظروف تمر بها البلاد تبدو صعبة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي أيضا، ومازالت فيها قضية الوحدة الترابية لبلادنا معلقة ومستهدفة من قبل خصوم وحدتنا الترابية، هو كيف تجد أحزاب الأغلبية كل هذا الوقت للانغماس في حسابات الربح والخسارة في الانتخابات البعيدة نسبيا عما نعيشه اليوم، في حين أن المطلوب، بل واجب هذه الأحزاب أن تنكب على إيجاد حلول للعديد من المشاكل التي خلقتها جراء سياساتها الخاطئة، أو تلك التي خلفتها لها الحكومة السابقة، وهي بدورها حكومة نفس الأحزاب ونفس الأغلبية، بل وبرئاسة نفس الحزب ونفس الشركاء ؟
إنها أسئلة جدية، والرأي العام الوطني محق في طرحها على نفسه وعلى أحزاب الأغلبية.
وهنا من المهم أن نذكر بأن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، سبق له أن شدد في عدة مناسبات على ضرورة تخليق الحياة السياسية، ونعتقد أن واحدا من أهم شروط التخليق هو أن يشعر الحزب، أي حزب كان، حين يكون في الحكم بأهمية الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه للناخبين.
وأكيد أن هذه الالتزامات لا علاقة لها بما تتداوله أحزاب الأغلبية اليوم بين الجدران وفي الصالونات حول ما ستربحه وما ستخسره في انتخابات قادمة بقدر ما يتعلق بمساءلة نفسها أولا عما إذا كانت قد وفت بالتزاماتها السابقة.
إنها ملاحظات لا بد أن نجهر بها لأن ما نراه ونسمعه يعني بالمطلق، أن التخليق، تخليق الحياة السياسية مازال خارج أجندة أحزاب الأغلبية، التي تتسابق على كسب انتخابات مازالت في حكم الغيب، ناسية أو متناسية أن للناخبين أكثر من سبب لمعاقبتها مجتمعة في الانتخابات القادمة، اللهم إذا كانت تراهن على أن ذاكرة الشعب قصيرة، والحال، أنه إذا استمرت في فهم الأمور على هذا النحو، فإن ذاكرتها هي، من ستكون قصيرة بلا شك.
بقلم : أحمد بلغازي
