الرئيسية / سياسة / هل حان موعد محاسبة العابثين بالخميسات

هل حان موعد محاسبة العابثين بالخميسات

  • بقلم أحمد بلغازي

ليس من أخلاقنا التشفي في أحد أو التطلع للإضرار بأحد، ونرجو في أي حالة يسودها اللبس، أن تتغلب قرينة البراءة إلا إذا ثبت العكس بالأدلة أمام القضاء.

هذا من حيث المبدأ، لكن بموازاة ذلك لا ينبغي أن نخفي ارتياحنا لأنه جزء من ارتياح المواطنين، بالنسبة لتحرك مؤسسة القضاء من أجل التحقق في شبهات الإضرار بالمال العام على مستوى التدبير الجماعي خاصة.

وهي مناسبة، نريد أن نلفت فيها الانتباه كما في كل مرة، إلى أن مدينة وإقليم الخميسات لا ينبغي أن يستمر كحالة استثناء يشملها الإعفاء من رياح المحاسبة.

فمن فرط  ما استثنيت مدينة الخميسات من محاسبة مسؤوليها الإداريين وكبار منتخبيها من المحاسبة، أصبحت ساكنتها تطلق عليها اسم “البقرة الحلوب”، فهي المدينة التي تكاد أن تنفرد بغياب المحاسبة، والحال أنها المدينة التي تكاثر فيها عدد من انتقلوا من الفقر المدقع أو شبه المدقع إلى فئة الميسورين والأثرياء ، سواء في خانة من يتولون فيها مسؤوليات إدارية وسلطوية أو من تولوا فيها مسؤولية التسيير الجماعي.

ففي ظل هذه الاستمرارية من الإعفاء من المحاسبة وإغماض عين الرقابة بكل مستوياتها وأصنافها رأى الناس في مدينة الخميسات، كيف توالدت شركات بين عشية وضحاها واستولت على صفقات عمومية بأساليب لم تعد تخفى على أحد في هذه المدينة المنكوبة ولفائدة أشخاص من ذوي القربى وذوي العلاقة الزبونية مع من يملكون قرار التفويت بالصفة والموقع.

وفي خضم هذا الموج المتلاطم من أخبار الفساد التي تصدم مسامع ومشاهد ساكنة الخميسات وإقليمها بشكل مستمر، باتت أكثر من حالة تثير التساؤل، وبات أكثر من مشهد يستدعي التأمل والتحقيق.

 بل وإن بعض السلوكات التي تبدو في ظاهرها عادية أصبحت تطرح أسئلة ساخرة من طرف المواطنين، مثل حالة المستشار الجماعي المدلل المعروف بفضيحة النجاة الإماراتية بالإقليم، الذي يواظب على حضور “مراسيم” انطلاق شاحنات النظافة مع كل  فجر رغم أنه لا يصلي صلاة الفجر؟!.

لقد تكرر الحديث عن الملايير التي صرفت بالخميسات وإقليمها باسم صفقات لم تر النور ولم يظهر لها أثر، وملايير أخرى أهدرت على مشاريع وإصلاحات ليس لها في الواقع ما يدل  على أنها أنجزت بما يطابق دفتر التحملات، وتكاثرت الشكاوى ونداءات الاستغاثة من كل ذوي الغيرة على هذ المدينة وإقليمها وساكنتها، لكن كل تلك الشكاوى والنداءات تحطمت على صخرة المفسدين.

والآن، وقد رأينا المحاسبة تطال مسؤولين من العيار الثقيل، فإن جمعيات المجتمع المدني بالمدينة وكل ذوي الضمائر الحية في هذه المدينة وإقليمها مطالبون بالعمل يدا في يد ورفع أصواتهم للمطالبة بأن لا يستمر ناهبو الخميسات متفردين بالإعفاء من المحاسبة، وجعلهم تحت سقف القانون على غرار ما يجري في عدد من جهات المملكة.

عن majaliss

شاهد أيضاً

الحكومة الإسبانية: ملتزمون بمواصلة التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الحرائق

“مجالس.نت” جددت الحكومة الإسبانية، يومه الثلاثاء، التأكيد على التزامها الراسخ بمواصلة تعاونها مع المغرب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *