الرئيسية / سياسة / “قمة الجزائر” قمة المكر والفضائح

“قمة الجزائر” قمة المكر والفضائح

  • بقلم أحمد بلغازي

انتهت القمة العربية في الجزائر كما كان متوقعا لها من طرف الجميع انتهت هذه القمة بفشل ذريع على جميع المستويات.

ففيما عدا بيان باهت، أراد النظام الجزائري أن يسوقه للداخل الجزائري ويسكن به الشارع حسب ظنه إلى حين، كان كل شيء يدل  ومنذ بداية التحضير، إلى انعقاد هذه القمة يدل بالملموس، على أنها ستكون قمة لا تتجاوز حدود ما يتمناه النظام العسكري في جارتنا الشرقية، وهو أن يقال بأن الجزائر عقدت قمة عربية على أراضيها لا أقل  ولا أكثر.

إن أسباب هذا الفشل ، لمن يريد تعدادها كثيرة ومتنوعة وأهمها، غياب  أكثر من ثلتي القادة العرب البارزين من ملوك ورؤساء ، وحتى رؤساء حكومات كان من المتوقع أن ينوبوا عن الملوك والرؤساء، فناب عنهم مبعوثون بدرجة سكرتير.

ونعلم، بأن القرارات في مثل هذه القمم لا تكون لها أهمية إلا إذا تم التوافق عليها بتوقيع ملوك ورؤساء الدول، وهذا ما لم يحدث في الجزائر.

لقد اتجهت الأنظار منذ بداية التحضير لقمة الجامعة العربية في الجزائر إلى ما يمكن أن يكون النظام الجزائري قد اتخذه من خطوات وإجراءات، تمهيدا لإنجاح القمة، خاصة لمشاركة المملكة المغربية، علما أن النظام الجزائري الذي بذل كل ما في وسعيه لعقدها بعد دورتين مؤجلتين، قد أطلق عليها عنوانا متناقضا مع مواقفه الحقيقية حيث سماها” قمة لم الشمل”.

ولذلك، فإن هذه التسمية في حد ذاتها كانت مثار تساؤلات وسخرية في الأوساط السياسة والإعلامية العربية، حيث تساءلت العديد من هذه الأوساط عن معنى أن تسمي الجزائر هذه القمة “بقمة لم الشمل” وهي لا تستطيع لم الشمل حتى مع جيرانها؟

ولذلك فإن الجزائر كانت منذ بداية الإعداد للقمة أمام هذا التحدي الكبير، والذي يتعلق بامتحانها فيما هو مغاربي أولا، قبل أن تتحدث عما هو أبعد من ذلك مما يخص الساحة العربية عموما.

فكيف أجابت الجزائر على هذا التحدي؟

لقد قامت، في مؤشرات أولى، على احتجاز  الوفد الإعلامي المغربي ومصادرة آليات تلفزة رسمية مغربية بنفس الأعذار والمبررات التي مارستها ضد الصحافيين المغاربة في دورة الألعاب الأولمبية.

وبالإضافة ذلك قامت ببتر خريطة المغرب مما استدعى تدخل الأمين العام للجامعة العربية وتصحيح الوضع بإرغام قناة “الجزائر 24” على نشر الخريطة المعتمدة من طرف الجامعة العربية.

أكثر من ذلك، فجرت الأمانة العامة للجامعة فضيحة أخرى في وجه النظام الجزائري حين أصدرت بيانا يكذب مزاعم التلفزة الجزائرية  التي أدعت بأنها المخول لها حصريا تغطية أشغال “القمة”.

وهكذا انطلقت قمة الجزائر بثلاثة فضائح في وقت واحد، تضاف إليها فضيحة طريقة استقبال وزير الخارجية المغربي، وفضيحة عدم استدعاء الأمين العام لاتحاد المغرب العربي في حين دعت رئيس الاتحاد  الافريقي إلى حضور قمتها الفاشلة.

أما أم الفضائح، فهي تلك التي حدثت مع وزير الشؤون الخارجية السيد بوريطة، والتي تحدث عنها بنفسه في تصريح له عندما كشف للرأي العام العربي بأن الدبلوماسيين المغاربة، اضطروا ليقوموا بتصوير نشاط الوفد المغربي برئاسته، في ظل عدم وجود أي صحافي مغربي أو مصور صحافي من المغرب، لأن الجزائر كانت قد منعت الوفد الإعلامي المغربي من الحضور في أول إجراءاتها المتخذة وتنظيمها الفاشل والحاقد.

وهكذا راكمت الجزائر الفضائح في ظرف بضعة أيام، ناهيك عن عملية التجسس البليدة على الوفد المغربي، وناهيك عن قصة اللوحات الالكترونية  التي وزعت على الوفود من دون ربط مع شبكة الأنترنيت، وناهيك أيضا عن القفز على تدخل وزير خارجية المغرب، وهو تدخل في صميم ميثاق وأعراف الجامعة العربية في مثل هذه المناسبات.

ومع ذلك، فقد سقط في يد النظام العسكري فكان وزير الخارجية المغربي نجم القمة الذي سلطت عليه الأضواء ، رغم محاولات محاصرته بأساليب صبيانية.

وختاما، فقد بدأت قمة الجزائر و انتهت في ركام من الفضائح “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله”

صدق الله العظيم .

عن majaliss

شاهد أيضاً

الحكومة الإسبانية: ملتزمون بمواصلة التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الحرائق

“مجالس.نت” جددت الحكومة الإسبانية، يومه الثلاثاء، التأكيد على التزامها الراسخ بمواصلة تعاونها مع المغرب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *