الرئيسية / سياسة / بسم الله الرحمان : ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم

بسم الله الرحمان : ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم

بقلم :أحمد بلغازي

أسبوع حزين هذا الذي نودعه بفقدان واحد من خيرة أبناء الوطن، وواحد من أبرز مؤسسي وقادة حزب الشورى والاستقلال.

فقد وافى الأجل المحتوم آخر من قادوا سفينة حزبنا في أحلك الظروف التي مرت  بها بلادنا قبل الاستقلال ، ثم من مواقع مختلفة بعد الاستقلال، وفي كلتا المرحلتين كان نجم محمد الشرقاوي رحمه الله لامعا في دروب النضال والعطاء من أجل الثوابت الوطنية.

قبل الاستقلال يشهد لفقيدنا العزيز جزاه الله جزاء الغيورين على بلادهم وملكهم، بأنه ناضل على رأس حزب الشورى والاستقلال من اجل الاستقلال ومن أجل التعددية ومواجهة الاحتكار  السياسي، وفي نفس الوقت وبموازاة ذلك، كان لفقيدنا تغمده الله برحمته دور أساسي في إعداد وثيقة المطالبة بالاستقلال.

فإلى جانب القادة المؤسسين، محمد بلحسن لوزاني والحاج محمد معنينو وعبد الهادي بوطالب وأحمد بنسودة رحم الله الجميع، كان للراحل العزيز والمجاهد محمد الشرقاوي صولات وجولات يشهد له بها التاريخ من أجل استقلال بلادنا وعودة ملكها الشرعي إلى عرش المملكة.

كان في فترة المقاومة سندا لظهرها، وحين خضع المحتل إلى التفاوض كان المرحوم محمد الشرقاوي القائد والإبن البار لحزب الشورى والاستقلال ضمن الوفد المفاوض في إكسليبان إلى جانب قادة وطنيين يحفظ التاريخ أسماءهم عن ظهر قلب.

ونتيجة لما أسداه الراحل من جهود وتضحيات من أجل بزوغ فجر عهد الحرية والاستقلال تحت أنظار الأسرة الملكية الشريفة، كان الراحل العزيز من بين أبرز من وضع فيهم والد الأمة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وخلفه الباني الراحل الحسن الثاني رحمه الله كامل الثقة ليساهم في بناء عهد الاستقلال من عدة مواقع حكومية سامية، علاوة على توليه منصب سفير لدى فرنسا ما بين 1961 و 1964.

ولعل هذا المنصب في حد ذاته في حقبة كانت فيها العلاقات المغربية الفرنسية تحتاج إلى سياسي ورجل دولة محنك، بالنظر  إلى صعوبة بناء ثقة جديدة من أجل المستقبل بين بلدين باعدت بينهما أنهار من الدماء والخلافات والإساءات إلى بلادنا من طرف الاحتلال الفرنسي، لهو في حد ذاته كاف للدلالة على ما كان يتمتع به الراحل الشوري الكبير من حنكة وثقافة وبعد نظر، واحترام في نفس الوقت لدى المغاربة والفرنسيين معا.

ولعل من أبرز صفات المرحوم محمد الشرقاوي رحمه الله، أنه كان مثل إخوانه في قيادة حزب الشورى والاستقلال، يضع مصلحة الوطن ومستقبله وتمتين لحمته فوق كل الاعتبارات الحزبية التي  سقط فيها آخرون.

ولذلك، يشهد للراحل العزيز، أنه طالما تميز بمد اليد والتعامل بمرونة واحترام الاختلاف مع الآخرين في الحدود التي تتطلبها ضرورة إعطاء الأولوية لمصلحة الوطن وترسيخ ثوابته.

عدا ذلك، ورغم تقلبه في عدد من المناصب الوزارية وإشرافه ضمن ذلك على قطاع المالية، لم يسجل التاريخ على محمد الشرقاوي إلا الترفع عن كل مصلحة  شخصية أو حزبية والطهر ونظافة  اليد، شأنه في ذلك شأن كل الزهاد في متاع الدنيا.

ولذا، فلا غرابة أن تقربه الأسرة الملكية الشريفة وتربطه معها بالمصاهرة من خلال زواجه بالأميرة الجليلة المرحومة للامليكة، رفيقة والد الأمة محمد الخامس طيب الله ثراه وولي عهده الملك الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه في منفاهما السحيق، لتكتمل بذلك لفقيدنا كل صفات النبل والاستقامة والوطنية.

فلا غرابة إذن، أن يكون رحيله لحظة حزن بالنسبة لكل الوطن وضمنه أسرة حزب الشورى والاستقلال الذي طبع محمد الشرقاوي مسيرته بمداد الفخر والاعتزاز.

فأحر العزاء لصاحب الجلالة ولكافة الأسرة الملكية الشريفة في فقدان واحد من أوفى خدام العرش ، وتعازينا لكل الشوريين والشوريات ونرجو الله الصبر الجميل لأبناء فقيدنا ولكافة أفراد العائلة الشرقاوية .

إنا لله وإنا إليه راجعون.

عن majaliss

شاهد أيضاً

الحكومة الإسبانية: ملتزمون بمواصلة التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الحرائق

“مجالس.نت” جددت الحكومة الإسبانية، يومه الثلاثاء، التأكيد على التزامها الراسخ بمواصلة تعاونها مع المغرب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *