بقلم احمد بلغازي
جرت العادة ان تختلف الآراء ، مع نهاية كل عام ، في الاوساط الاعلامية حول من يجدر به إن يكون رجل السنة .
وعادة ما يكون هناك اكثر من مرشح وفي اكثر من مجال.
لكن هذه المرة يبدو هامش الخلاف حول شخصية السنة محدودا جدا ،واعتقد انه لايبدو هناك مرشح لهذا التشريف على الصعيد العالمي أكثر من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
فجلالة الملك اتخذ في بحر هذه السنة الصعبة بفعل جائحة كورونا ومخلفاتها السلبية على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،قرارات هامة وجريئة على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية ،كانت مثار تنويه واعجاب داخليا وخارجيا.
فعلى المستوى الاقتصادي ،يمكن باختصار شديد التذكير ببعض المبادرات الملكية من قبيل توجيه الابناك الى الانخراط في دعم المقاولات المتضررة من الجائحة ، ودعم المشاريع المرتبطة بمبادرات الشباب ، بالاضافة الى احداث صندوق موجه لدعم الاستثمار.
اما على المستوى الاجتماعي ،فقد كانت مبادرات جلالته الى مواجهة جائحة كوفيد 19 ، بفرض اجراءات صحية استباقية ،ومواكبتها بتعويضات لفائدة الفئات الهشة في المجتمع من اجل مساعدتها على ضمان معيشها اليومي نتيجة فقدان الشغل او تراجع دخلها ،مثار تنويه على المستوى الدولي ،وقدمت العديد من وسائل الإعلام تلك المبادرات على انها تضحية من جلالة الملك نصره الله بالاقتصاد لفائدة شعبه.
اما في الشق الدبلوماسي ،فقد كان لقرارات ومبادرات جلالته حضور لافت خاصة على صعيد قضية الوحدة الترابية لبلادنا ،حيث سجلت الدبلوماسية الملكية اختراقات لحالة الجمود التي سعت إليها اطراف مناوئة لوحدة التراب المغربي .
وهكذا توالت القرارات والمبادرات الملكية المتبصرة والحكيمة لجلالة الملك منذ خطاب جلالته الاخير في ذكرى المسيرة الخضراء ،والذي شرع باب التفاؤل امام المغاربة في كسب رهان الوحدة الترابية .
في هذا الاطار ،كان لقرار جلالة الملك بتحرير معبر الگرگارات واعادة تامينه من عصابات قطاع الطرق القادمين من مخيمات لحمادة وقع خاص ،ليس داخل الوطن وحسب ،ولكن على الصعيدين القاري والدولي ،كما اظهر ذلك التنويه الواسع بهذا القرار الملكي الذي أمن تدفق الحركة التجارية والبشرية بين المغرب وموريطانيا ومن خلال هذه الاخيرة بقية غرب افريقيا.
وبينما كانت آثار القرار الملكي الحازم والحكيم لجلالة الملك نصره الله ماتزال جاثمة على صدور اعداء الوحدة الترابية لبلادنا ،حيث افقدتهم التوازن وادخلتهم في هستيريا غير مسبوقة وارتباك جعلهم يسقطون في سلسلة من الاخطاء القاتلة اقلها اعلان تحللهم من اتفاق وقف اطلاق النار ، ثم ادعاء وجود حرب مع المغرب لم تتجاوز خيالهم المريض ،اذا بجلالة الملك يحصد لقضية وحدتنا الترابية اعترافا تاريخيا من قبل اكبر قوة عالمية بسيادة المغرب على صحرائه، مع مارافق ذلك وما سبقه من تاكيد لسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية ،من فتح ملحقات دبلوماسية للعديد من الدول العربية والافريقية ،بانتظار تمثيليات دبلوماسية اوربية ،بما يسير بملف الوحدة الترابية الى نهايته السعيدة والحتمية ،والى دفن احلام ساكني تيندوف في تيندوف ،باحضان نظام عسكري يسير هو الاخر نحو نهايته .
لكل ذلك ،نعتبر وبكل تجرد وموضوعية ،ان الاحق والاجدر بلقب رجل السنة على المستوى العالمي ،هو جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
|
|
شاهد أيضاً
لن تنجو حليمات الخميسات مما كسبت أيديهن
أ.ب يقول مواطنون من الخميسات مقربون من حليمات هذه المدينة التعيسة، أن حليمات المدينة غاضبات …