استعرض سفير المغرب لدى أستراليا، كريم مدرك في كانبيرا، المؤهلات الاقتصادية التي يزخر بها المغرب، والتي جعلت المملكة وجهة مفضلة للاستثمارات وبوابة ولوج بامتياز نحو أوروبا وإفريقيا.
وأبرز مدرك، خلال ندوة نظمت في الجامعة الوطنية الأسترالية بحضور العديد من السفراء المعتمدين في كانبيرا، وأساتذة جامعيين وطلبة الجامعة الأسترالية المرموقة، أن المملكة، التي تحظى بموقع جغرافي استراتيجي واستقرار سياسي، عززت في السنوات الأخيرة موقعها كبوابة ولوج نحو أوروبا وإفريقيا.
وذكر السفير، في معرض حديثه عن الإقبال المتزايد للمستثمرين الأجانب على القطاعات الواعدة في المغرب، وخاصة الطاقات المتجددة، والفلاحة، والبنيات التحتية والنقل، أن المملكة فرضت نفسها كمنصة عالمية للاستثمار والتجارة بفضل اتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع 56 بلدا، وخاصة مع الاتحاد الأوروبي، وتركيا، والولايات المتحدة.
وأبرز مدرك أن المغرب أطلق أوراشا تنموية كبرى (مخطط المغرب الأخضر، مخطط أليوتيس، رؤية السياحة 2020 ، مخطط إقلاع، مخطط اللوجستيك..) لتعزيز دينامية اقتصاده، مذكرا بأن المملكة قامت بمجموعة من الإصلاحات التحفيزية للاستثمار، وخاصة إقرار ميثاق الاستثمار، وإحداث العديد من المناطق الحرة، وإنشاء محاكم تجارية، وإحداث مراكز جهوية للاستثمار، والعصرنة التدريجية للقطاع البنكي وتخفيف أعباء الضريبة على المقاولات.
وبخصوص العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين الرباط وكانبيرا، لفت السيد مدرك إلى أنها تظل دون المستوى المتميز للعلاقات السياسية بين البلدين، مؤكدا على ضرورة التفكير في مبادرات جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية وتنويع الاستثمارات.
من جانب آخر، أكد السفير أن المملكة تبنت، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مقاربة مندمجة وديمقراطية، تشمل الجوانب المختلفة للتنمية البشرية لبناء نموذج مجتمعي حقيقي.
وأبرز أن المغرب يولي أهمية كبيرة لتنفيذ برامج تهدف إلى إدماج الشباب في المناطق الحضرية والقروية للمساهمة في الأنشطة الاقتصادية للمملكة.
وأضاف مدرك أنه في هذا السياق، أطلق جلالة الملك مؤخرا البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات، والذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي تمويل مبادرات الأعمال، وتنسيق إجراءات الدعم ومواكبة مبادرات الأعمال على المستوى الإقليمي والإدماج التمويلي للسكان القرويين، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتضمن العديد من التدابير المخصصة لاحتواء وتجاوز الصعوبات التي تعيق ولوج الشباب الحامل للمشاريع والمقاولات الصغيرة والصغيرة جدا إلى التمويل.
ومن جهته، أكد الدكتور بوب غريغور، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الوطنية الأسترالية، على أهمية هذا اللقاء لاسكتشاف المؤهلات الاقتصادية للمغرب، و”الذي يمكن أن يشكل جسرا حقيقيا لأستراليا نحو أوروبا، لكن بالأخص نحو إفريقيا، التي تسجل نموا هو الأسرع في العالم”.
وأعرب الأستاذ غريغور عن الأسف لكون “أستراليا متوجهة نحو أوروبا، والولايات المتحدة وآسيا -المحيط الهادئ، الأمر الذي يجعلها تفقد فرصا هائلة في إفريقيا” ، مبرزا أن المستثمرين الأستراليين يمكنهم تعلم الكثير من الخبرة التي راكمها المغرب في تعاونه جنوب- جنوب مع البلدان الإفريقية.
وذكر أن البلدين يتقاسمان العديد من المزايا من حيث المؤهلات الاقتصادية، وخاصة في قطاعات المعادن، والفلاحة، والطاقات المتجددة، داعيا الفاعلين الاقتصاديين بكلا البلدين إلى تبادل الخبرات والتجارب في هذه المجالات ذات القيمة المضافة العالية.