الرئيسية / سياسة / مناورات الجزائر على الحدود، أو السحر الذي سينقل على الساحر

مناورات الجزائر على الحدود، أو السحر الذي سينقل على الساحر

بقلم أحمد بلغازي

في الوقت الذي يتحدث فيه المراقبون للوضع المتأزم بين بلادنا وجارتنا الشرقية بحذر شديد ومخاوف من إقدام أي طرف على إشعال الفتيل، بما يهدد بجر المنطقة المغاربية إلى مالا يحمد عقباه ،خاصة بعد أن أضاعت الجزائر فرصة معالجة هذه العلاقات في القمة العربية الفاشلة على أراضيها، حيث عمدت الى تصرفات صبيانية مع المغرب كانت نتيجتها تراجع جلالة الملك محمد السادس حفظه الله عن حضور تلك القمة ، وبالتالي تراجع العديد من الملوك والرؤساء العرب عن الحضور.

   في هذا الوقت وفي ظل هذه الظروف، تقوم الجزائر بتنظيم مناورات  عسكرية مشتركة مع الجيش الروسي على بعد 80 كلم فقط من الحدود المغربية بمنطقة كلوم بشار، وبالتحديد على منطقة تعتبر جغرافيا امتدادا لمنطقة لحمادة. 

ورغم ان الجزائر تتذرع بان هذه المناورات تجري على أراضيها وان هذا أمر سيادي يخصها وحدها، إلا ان التسمية التي أطلقتها على هذه المناورات(درع الصحراء) وفي جو مشحون بين البلدين نتيجة خيبات الأمل التي حصدتها من صراعها مع المغرب، وآخرها قرار مجلس الأمن الأخير الذي اتجه مضمونه إلى  تكريس الحل الذي يقترحه المغرب ، كل ذلك يجعل من هذه المناورات محاولات استفزاز للمغرب ،وإن كنا على يقين بأن بلادنا بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك نصره الله جبل لا تحركه ريح. 

وأريد أن أسجل هنا بعض الملاحظات التي اعتبرها مهمة ودليلا على أن سياسة النظام العسكري في الجزائر باءت بالفشل الذريع ، وعلى رأس هذه الملاحظات :

أولا: ان روسيا ترتبط بعلاقات جيدة جدا مع بلادنا ولها اتفاقات تعاون ثنائي فلاحية وسياحية وغيرها. 

أن روسيا لم تعارض قرار مجلس الأمن الذي أزعج الجزائر وصنيعتها في تيندوف، وبالتالي فإن هدف روسيا من هذه المناورات لا يحمل أي تخويف أو تهديد للمغرب عكس ما تريد الجزائر أن تعل منه رسائل مشفرة موجهة لبلادنا. 

 ثانيا: أن هدف روسيا من هذه المناورات ليس هو تحديد الجماعات الإرهابية ومواقع تحركها ،لأنها لا تحتاج لهذه المناورات لتعرف ذلك ، ولكن هدفها هو جني 17مليار دولار ثمن صفقات الأسلحة التي تعاقدت بشأنها مع المؤسسة العسكرية الجزائرية ،والتي ستصب فوائدها في جيوب أباطرة العسكر الجزائري على حساب الشعب الجزائري. 

أما الملاحظة الأخيرة فهي أن أباطرة عسكر الجزائر، سيضعون أنفسهم بهذه المناورات والصفقات في عين العاصفة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة،والعواقب في هذا الإطار هو ما سيكشف عنه قادم الأيام.

عن majaliss

شاهد أيضاً

عيد الاستقلال وذكرى المسيرة : احتفالات بطعم خاص

بقلم أحمد بلغازي تعيش بلادنا هذه الأيام على إيقاع احتفالات متوالية بذكريات وطنية، تمثل بالنسبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *