ويتوزع الفخار المعروض بين نوعين رئيسين؛ الأول يهم الفخار القروي، المنحدر من الشمال والجنوب، والمعروف ببساطته وقلة ألوانه، والثاني يهم الفخار الحضري، الذي ينتج أساسا في مدن سلا وفاس وآسفي، ويتضمن زخارفا وألوانا، تستمد جذورها من الحضارة العربية والإسلامية.
وبالمناسبة، أكد معلم الفخار في ورشة “فخارة الأمل”، السيد أحمد غلمي، أن هذه الحرفة تشكل إرثا حقيقيا تركه أجدادنا، مشددا على أهمية صونها والاهتمام بها، لأنها “فن لا يعلم كنهه إلا معلمي الفخار الذين يعشقون هذه الحرفة ويأملون في استمرارها مستقبلا”.
وعن الإشكاليات التي يعيشها هذا القطاع، أكد هذا الصانع التقليدي، في تصريح للصحافة، أن ورشات الفخار في المنطقة تجد صعوبات في التزود من الطين، باعتباره مادة أولية أضحت نادرة في ظل تضاؤل تواجدها في الأسواق.
من جهته، أكد رئيس جمعية الشرقاوي للسيراميك التقليدي، السيد عمر كريمي، أن هذا المعرض يشكل مناسبة فريدة لتقديم المنتوجات المميزة لجهة بني ملال خنيفرة، مشيرا إلى العقبات التي تحول دون تطور هذا القطاع.
وأبرز السيد كريمي، المنحدر من مدينة بجعد والذي يشارك للسنة الثانية في هذا المعرض، في تصريح مماثل، أن هذه المشاكل تتمثل في استخدام الأفران التقليدية لإنتاج الفخار والسيراميك، والاتجاه نحو تعويض هذه الأفران بأخرى تعمل عن طريق الطاقة الكهربائية.
من جانبه، نوه رئيس جمعية “فن الفخارة والسيراميك” يخنيفرة، السيد مصطفى الحنبلي، بجهود المنظمين لهذا الحدث الذي يشكل موعدا وطنيا لاستعراض منتوجات الصناعة التقليدية وإتاحة الفرصة للحرفيين لتقديم أعمالهم كل حسب موقعه.
وتسعى الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إرساء علامة تجارية للصناعة التقليدية المغربية وجعل هذه التظاهرة فضاء رئيسيا لالتقاء الصناع التقليديين الذين يرغبون في تثمين إبداعاتهم والاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجال وإيجاد منافذ جديدة وتسويق المنتجات مع الحفاظ على مداخيل الصناع والرفع منها.
وأضحى هذا الموعد، المنظم بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، يجمع كافة جهات المغرب للاحتفاء بالحرفيين الموهوبين الذين يستوحون أشكال وألوان أعمالهم من أعماق التقاليد والعادات التي تتميز بها كل جهة من جهات المملكة.
وتعد الصناعة التقليدية من بين القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأهمية البالغة للاقتصاد الوطني، والتي تمكن من خلق قيمة مضافة وفرص عمل تشمل مليونا و130 ألف مشتغل بالقطاع، برقم معاملات يتجاوز 73 مليار درهم سنويا.
وتتميز دورة هذه السنة بتبني مفهوم جديد يقوم على توزيع موضوعاتي جديد لعشر حرف تقليدية، ودعوة ألف و200 عارض من صناع تقليديين وتعاونيات ومقاولات تنتمي إلى الجهات ال12 للمملكة، إلى فضاء عرض تبلغ مساحته 50 ألف متر مربع.
ويتضمن برنامج دورة هذه السنة ورشات تكوينية مخصصة للصناع التقليديين حول التسويق وتقنيات البيع وإجراءات الجمارك المتعلقة بالتصدير والتربية المالية بشراكة مع بنك المغرب.
وتعرف الدورة إقامة جناح مخصص للحفاظ على الحرف المهددة بالانقراض وتمديد مدة العرض من أسبوع إلى أسبوعين ومشاركة عدد من البلدان الصديقة كضيوف شرف، وهي تونس وموريتانيا والشيلي وإندونيسيا والهند.