أكد رئيس النادي الدبلوماسي المغربي، السفير الطيب الشودري بالرباط، أن دبلوماسية المغرب العريقة والمحايدة والمستقلة في القرار تمنحه بجدارة لعب دور الوساطة في حل النزاعات الإقليمية والدولية.
وقال الشودري، في كلمة افتتاحية خلال محاضرة حول “تقلبات ميزان القوى في الشرق الأوسط والمغرب الكبير في آفاق 2020″، إن “البعد المغاربي والعربي والإفريقي لسياسة المغرب الخارجية وما يتمتع به من موقع جغرافي فريد واستراتيجي واستقرار سياسي ودبلوماسية عريقة محايدة ومستقلة في القرار تحترم مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه وحلفائه في المنطقة، يمنحه بجدارة لعب دور الوساطة في حل النزاعات الإقليمية والدولية”.
كما يمكنه، يضيف الدبلوماسي المغربي، المساهمة بحكمة وتبصر في التغلب على المشاكل الظرفية المشتركة التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي، مثل الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والاتجار في المخدرات أو في البشر أو غيرها من الآفات التي تعيشها المنطقة.
وأبرز الشودري أن الأزمات التي تعيشها المنطقة، لاسيما الناجمة عن المعارك بين الفرقاء المتحاربين في البلد الواحد، أصبحت تتخذ صفة “الحرب الأهلية”، سواء في سوريا أو ليبيا أو غيرهما، كما تحتم ضرورة اللجوء إلى “الحوار لحل النزاعات التي تعرفها المنطقة”.
وأوضح أن هذا الحوار يجب أن يكون “هادئا ومتزنا” للوصول إلى حل سياسي يضمن إقامة دولة المؤسسات التي ينعم فيها كافة المواطنين، باختلاف طوائفهم ومشاربهم وانتماءاتهم السياسية والقبلية والإديولوجية، بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة بعيدا عن “التدخلات الخارجية التي تضع مصالحها فوق كل اعتبار”.
وأكد أن شعوب المنطقة تتشبث بالحفاظ على هويتها وتتطلع إلى التمسك بأهداف الوحدة والتضامن والاستقرار بعيدا عن التدخلات الخارجية ، كل ذلك استلهاما من تاريخها ومستقبلها المشترك الذي كان وسيظل التحدي الأكبر لاستعادة نهضتها كقوة فاعلة ومؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.
من جهة أخرى، أبرز رئيس النادي الدبلوماسي أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في سياق التقلبات والأحداث السياسية المتسارعة “التي يعيشها محيطنا العربي في الشرق وفي الغرب”، وما قد يترتب عنها من نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية ستحدد مستقبلا المسار السياسي ومصير شعوب المنطقة وتوجهات مؤسسات دولها.
من جهته، تطرق محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسن في واشنطن، في هذه المحاضرة، إلى مجموعة من المفارقات المطروحة على مستوى العلاقات الدولية، مستحضرا في هذا الصدد عددا من النزاعات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير على غرار الأزمة السورية والليبية.
وأبرز المحاضر أن العلاقات الدولية تتسم في بعض المناطق بالمرونة، في حين تتسم في مناطق أخرى باستخدام مختلف أصناف القوة أحيانا، وتساءل الشرقاوي في هذا الإطار : هل يوجد فهم على مستوى بعض دول الشرق الأوسط والمغرب الكبير لتوازن القوى ؟ وهل هذه الدول تساهم في صناعة هذا التوازن وهذا الزخم المتوالد الآن؟.
ويأتي تنظيم هذه المحاضرة، التي تميزت بحضور عدد من السفراء المعتمدين بالرباط، في إطار سلسلة المحاضرات والأنشطة التي ينظمها النادي الدبلوماسي المغربي بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، جريا على عادة النادي لفتح المجال للأكاديميين والأساتذة الباحثين للخوض في مواضيع تتعلق بالخصوص بالعلاقات الدولية.