بعد أشهر طويلة من الركود، انتعشت حركة النقل الجوي من جديد وتمكنت من استعادة إيقاعها بشكل تدريجي خلال موسم الصيف، مدفوعة بحركية المغاربة المقيمين بالخارج، عقب برمجة رحلات خاصة لتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن.
ويعزى هذا الأداء، وفقا للمكتب الوطني للمطارات، إلى “النمو الهام لحركة النقل الجوي على إثر التعليمات الملكية السامية لمواكبة انطلاق عملية مرحبا 2021، حيث تم إطلاق خطوط جوية جديدة وتعزيز الرحلات على مستوى خطوط أخرى من طرف شركات الطيران، مما ساهم في تقوية الربط الجوي للمغرب خلال هذه الفترة”.
وبالإضافة إلى شركة الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، أمنت 43 شركة طيران دولية رحلات جوية إلى المغرب (ريان إير، وتوي إيرويز، وإير فرانس.. )، بعضها لأول مرة، ولا سيما شركة طيران “إسراير” الإسرائيلية (مراكش المنارة) وترانسافيا هولندا (فاس-سايس). والأكثر من ذلك، فقد تم إطلاق خطوط جوية جديدة، بما في ذلك خطوط الدار البيضاء-دوسلدورف، ومراكش-سرقسطة، وفاس-روتردام، ووجدة-مورسيا، والرباط-مالقة، وأكادير-لشبونة.
ونتيجة لذلك، انتعشت مؤشرات قطاع السياحة خلال شهري يونيو ويوليوز الماضيين، بعد إعادة الفتح التدريجي للحدود الوطنية اعتبارا من 15 يونيو، وبفضل التدابير الخاصة التي تم اتخاذها في إطار عملية مرحبا، وفقا لمديرية الدراسات والتوقعات المالية.
وهكذا، زاد عدد الوافدين خلال الفصل الثاني من 2021 ليقارب حوالي 412 ألف وافد مقابل 8300 وافد فقط خلال الفصل نفسه من العام الماضي، بينما في متم النصف الأول من عام 2021 ، انتقل الانخفاض في عدد الوافدين إلى ناقص 57.3 في المائة مقابل ناقص 63.5 في المائة قبل عام. وفي ما يخص الربط الجوي للمطارات المغربية، فمطار محمد الخامس بالدار البيضاء يحتل المرتبة الأولى لارتباطه بـ75 وجهة، متبوعا بمطار مراكش المنارة (58 وجهة)، ومطار فاس سايس (34 وجهة)، ومطار طنجة ابن بطوطة (28 وجهة)، ومطار الناظور العروي (18 وجهة).
ورغم الظرفية الصعبة الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19، سجلت مطارات المملكة حصيلة جيدة. فخلال الفترة الممتدة ما بين 15 يونيو و31 غشت 2021، تم استقبال ما مجموعه 3.560.526 مسافرا عبر 31 ألف و202 رحلة جوية دولية. وتمثل هذه الأرقام مقارنة مع الفترة نفسها من 2019 معدل استرجاع يصل إلى 65 في المائة في ما يخص المسافرين، و77 في المائة في ما يتعلق بعدد الرحلات الجوية الدولية.
وحسب المطارات، استقبل مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء 1.457.154 مسافرا دوليا، وهو ما يمثل معدل استرجاع قدره 58 في المائة من حركة النقل الجوي المسجلة خلال الفترة نفسها من سنة 2019، في حين استقبل مطار مراكش المنارة 565.680 مسافرا وهو ما يمثل 46 في المائة كمعدل استرجاع. بالمقابل تجاوز عدد المسافرين الدوليين ببعض المطارات العدد المسجل خلال الفترة ذاتها من سنة 2019، ويتعلق الأمر بمطارات تطوان (133 في المائة)، والناظور (127 في المائة)، وطنجة (114 في المائة)، والحسيمة (106 في المائة)، ووجدة (105 في المائة).
وقد تميزت حركة النقل الجوي التجاري مع أوروبا وأمريكا الشمالية بتسجيلها لنسب استرجاع هامة جدا من حركة النقل الجوي للمسافرين الدوليين بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، وذلك على التوالي بـ74 في المائة و65 في المائة، في حين سجلت باقي الأسواق نسبة تقل عن 50 في المائة من حركة النقل الجوي للمسافرين المسجلة سنة 2019.
وتم تسجيل حصة هامة من حركة النقل الجوي الدولي مع القارة الأوروبية، حيث جاءت خمس دول على رأس القائمة، وهي فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، وإيطاليا وألمانيا. كما أظهرت الحصيلة أنه من خلال نسبة استرجاع تقدر بـ64 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، سجلت حركة النقل الجوي الداخلي للمسافرين، التي تمثل 11 في المائة من الحركة الإجمالية للنقل الجوي، استقبال 460.856 مسافرا.
ولضمان نجاح هذه الانتعاشة، وضع المكتب الوطني للمطارات منظومة هامة من التدابير لاستقبال المسافرين في ظروف صحية وآمنة بمطارات المغرب، ليتمكنوا من السفر من جديد في ظروف آمنة.
وهكذا، حصل 16 مطارا بالمغرب على شهادة الاعتماد الصحية “Airport Healt”، التي يمنحها المجلس الدولي للمطارات، لتؤكد بذلك أن هذه المطارات تتخذ جميع الاحتياطات الضرورية لتقليص المخاطر الصحية، طبقا للتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي والتعليمات الإرشادية للمجلس الدولي للمطارات. ويتعلق الأمر بمطارات الدار البيضاء، ومراكش، وأكادير، والرباط، ووجدة، وفاس، وطنجة، وورزازات، والناظور، والصويرة، والحسيمة، والرشيدية، وتطوان، والداخلة، والعيون، وطانطان.