فخلال رحلة تستغرق نحو 45 دقيقة، تجوب عربات مزينة على الطراز الفرعوني ،على متنها 22 مومياء لملوك وملكات من عصور الأسر الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين تحمل اسماءهم تباعا ،شوارع العاصمة المصرية، ترافقها مظاهر احتفالية، أبرزها تزيين سماء القاهرة بأسماء ملوك الفراعنة الـ22 و17 تابوتا ملكيا باستخدام أضواء الليزر والكشافات.
ومع غروب الشمس ،ينطلق الموكب الفرعوني من موقعه بميدان التحرير ،إلى ميدان سيمون بوليفار،ثم تسير العربات بمحاذاة كورنيش النيل بحي السيدة زينب ومصر القديمة ، ثم سور مجرى العيون، وصولا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية جنوب القاهرة، وهو أحد أهم المشاريع التي أُنجزت بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونيسكو ويضم مقتنيات متنوعة من الحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر.
وتشهد احتفالية الموكب الملكي الذي يعد واحدا من أهم الأحداث الأثرية خلال القرن الحادي والعشرين،عرض الهيكل العظمي لأقدم مصري الذي يعود لـ35 ألف سنة، لأول مرة، إضافة إلى أدواته الحجرية،إلى جانب عرض أهم القطع الأثرية التي كان لها دور في خبرات الإنسان القديم، مثل أقدم ساعة، وأدوات البناء، وأدوات الزراعة، وأول مقياس للنيل، وكل ما يخص معيشة المصري القديم.
وكانت وزارة السياحة والآثار المصرية، قد اطلقت فيلما ترويجيا بمشاركة عدد من الفنانين، من بينهم الفنان حسين فهمي، وآسر ياسين، والفنانة أمينة خليل، يقدم لقطات حصرية تلقي الضوء على تاريخ كل من المتحف المصري بميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وأهم مقتنياتهما الأثرية الفريدة.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، إغلاق عدد من المحاور المرورية أمام جميع أنواع المركبات والأفراد يوم السبت، وذلك في إطار الاحتفال بالحدث العالمي الخاص بنقل المومياوات الملكية.
وينقل التلفزيون المصري المراسم الاحتفالية مع عروض موسيقية على الهواء مباشرة.كما يحظى هذا الحدث الثقافي الأثري بمواكبة إعلامية واسعة.
وفي تصريحات صحفية ، قال زاهي حواس ، عالم المصريات المصري ،إن المومياوات ستوضع في أغلفة تحوي مادة النيتروجين، في ظروف شبيهة بتلك الموجودة في صناديق العرض، وستعرض في مقرها الجديد بمتحف الحضارة، في صناديق أكثر حداثة “من أجل تحكّم أفضل في درجة الحرارة والرطوبة مقارنة بالمتحف القديم”.
وستقدم المومياوات بشكل فردي بجانب التوابيت الخاصة بها، في صورة تحاكي مقابر الملوك الفرعونية تحت الأرض، مع سيرة ذاتية لكل مومياء وصور الأشعة لبعض منها.
واضاف حواس، أن “المومياوات ستقدم لأول مرة بطريقة جميلة، لأغراض تعليمية وليس من أجل الإثارة”.
بدوره قال مستشار وزير الآثار المصري للعرض المتحفي، محمود مبروك،إن “المومياوات ستنقل إلى متحف الحضارة السبت ، لكنها لن تعرض على الفور، بل ستخضع لعملية فنية يتم خلالها تحضيرها في غضون 7 إلى 10 أيام للعرض أمام الجمهور”.
واضاف أن هذه العملية الفنية تشمل نقل المومياوات من “الكبسولة” التي نُقلت داخلها من المتحف المصري إلى التابوت المخصص لهؤلاء الملوك بمكانهم الجديد بـ”فاترينة العرض”.
ولم تغادر المومياوات الـ22 المتحف المصري، الواقع في ميدان التحرير بوسط القاهرة، منذ بداية القرن العشرين. وكانت تُعرض بجانب بعضها البعض في غرفة صغيرة.
وتسعى مصر، التي تزخر بآثار تعود لعهد قدماء المصريين الذين بنوا الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة،من خلال هذا الحدث الأثري للترويج لتراثها الفرعوني من أجل إنعاش قطاع السياحة الذي تضرر كثيرا بسبب تداعيات جائحة كورونا.