“مجالس.نت”
ما يصدر عن بعض الهيآت الأوربية من تقارير وبيانات ومواقف تجاه المغرب وشراكاته واختياراته، يطرح أكثر من علامة استفهام.
ولعل اغرب ما صدر من آخر هذه التوجهات ،هو أن مجلس أوروبا جمع بين المغرب واسبانيا في انتقاد، ظاهره أنه موجه إلى اسبانيا وباطنه يستهدف البلدين معا.
وهكذا دعا المجلس الأوربي إسبانيا إلى مراجعة أسلوب التعاون مع المغرب في مراقبة الحدود، بزعم خطورة ما حدث خلال اقتحام آلاف المهاجرين سياجات مليلية، مؤكدا على ضرورة تعليق جميع الأنشطة المشتركة التي تؤدي إلى انتهاكات حقوق الإنسان على حد زعم البيان الأوربي.
وقد استنتج التقرير الذي نشره المجلس المعني بحقوق الإنسان، عن الزيارة التي قامت بها دنيا مياتوفيتش، مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، إلى إسبانيا ومليلية المحتلة، خلاصات قاسية حول الأحداث التي وقعت في سياجات المدينة، ليدعو بناء على ذلك إلى ماوصفه ب ،،”تغييرات جذرية في إدارة الهجرة، خاصة في مليلية وسبتة”.
وطالبت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا الحكومة الإسبانية بإصدار تعليمات لتطبيق القانون وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان عند إيقاف المهاجرين على حدود سبتة ومليلية، مشددة أنه على إسبانيا “الالتزام المطلق” بضمان عدم تعرض أي شخص خاضع لولايتها القضائية، بمجرد ترحيله، لسوء المعاملة أو التعذيب أو تعريض حياته للخطر.
وأكدت أن “هذه الإجراءات يجب أنه تطبق حتى لو حاول المهاجرون عبور الحدود بالقفز فوق السياج أو انتهاك قنوات الدخول العادية إلى الأراضي الإسبانية”.
وكما يتضح جليا من مضامين هذا التقرير ورسائله، فإن المعني به أولا وأخيرا هو إسبانيا ،العضو في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته ،ما يطرح السؤال حول إقحام المغرب في انتهاكات اسبانية،ان كانت هناك انتهاكات ؟
إن الغريب في هذا الخلط الأوربي والإقحام المتعمد للمغرب فيما يعنيه ومالا يعنيه بات يؤكد أن عقدة المغرب التاريخية في الذاكرة الأوربية أصبحت عقدة أبدية .