توصلت دراسة حديثة إلى الفترة التي يبقى فيها فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، موجودا في سوائل وإفرازات الجسم المختلفة والبراز، والفترة التي يكون فيها الفيروس قابلا للحياة، فما هي؟
أجرى الدراسة باحثون منهم الدكتور موج سيفيك، في كلية الطب، جامعة سانت أندروز في المملكة المتحدة. وماثيو تيت من مستشفى جامعة الملكة إليزابيث، غلاسكو، المملكة المتحدة. ونشرت في مجلة “ذا لانسيت ميكروب” the lancet microbe وشملت مراجعة بيانات 79 دراسة حول فيروس كورونا المستجد.
ووفق الجزيرة نت، درس العلماء “التناثر الفيروسي”viral shedding لفيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي سارس كوف-2-، والتناثر الفيروسي هو عملية تكاثر الفيروس داخل الجسم ثم انطلاقه في البيئة المحيطة.
كما درس الباحثون الفترة التي يكون فيها هذا الفيروس “قابلا للحياة” (viable virus) والفترة التي تكون بقاياه موجودة؛ أي المادة الوراثية له موجودة، لكنه لا يكون حيا، ولا يسبب العدوى.
ووجد الباحثون أن متوسط مدة “تناثر الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا المستجد” (SARS-CoV-2 RNA shedding) كانت:
ــ17 يوما في “الجهاز التنفسي العلوي” (upper respiratory tract) وإفرازاته مثل المخاط.
ــ14.6 يوما في “الجهاز التنفسي السفلي” (lower respiratory tract) وإفرازاته مثل البلغم.
ــ17.2 يوما في البراز.
ــ16.6 يوما في عينات مصل الدم.
ويشمل الجهاز التنفسي العلوي الأنف والبلعوم والحنجرة، فيما يتكون الجهاز التنفسي السفلي من القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئتين.
أما المدة القصوى للتناثر (Maximum shedding duration) -وجود المادة الوراثية للفيروس في العينات- فكانت:
ــ 83 يوما في الجهاز التنفسي العلوي.
ــ59 يوما في الجهاز التنفسي السفلي.
ــ126 يوما في البراز.
ــ60 يوما في مصل الدم.
ولم تكتشف أية دراسة من التي راجعها الباحثون وجود “فيروس حي” (live virus) بعد اليوم التاسع من المرض، على الرغم من استمرار الأحمال الفيروسية العالية.
وأظهرت معظم الدراسات زوال الفيروس بشكل أسرع لدى الأفراد، الذين لا يعانون من أعراض، مما يشير إلى فترة معدية أقصر؛ لكن مع إمكانية انتقال محتملة مماثلة في بداية العدوى.
وتم الكشف عن مستويات عالية من فيروس كورونا المستجد في وقت مبكر من مسار المرض، مع ملاحظة ذروة مبكرة في وقت ظهور الأعراض حتى اليوم الخامس من المرض.
الفيروس القابل للحياة قصير العمر
وقال الباحثون “تظهر دراستنا أنه على الرغم من وجود أدلة على استمرار تناثر الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا المستجد لفترات طويلة في عينات الجهاز التنفسي والبراز، يبدو أن الفيروس القابل للحياة قصير العمر؛ لذلك لا يمكن استخدام اكتشاف الحمض النووي الريبي لاستنتاج العدوى”.
وتصل مستويات فيروس كورونا في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي إلى ذروتها في الأسبوع الأول من المرض.
وأضاف الباحثون أنه “تظهر دراستنا أن ممارسات العزل يجب أن تبدأ مع بداية الأعراض الأولى، والتي يمكن أن تشمل أعراضا خفيفة وغير نمطية، تسبق الأعراض النموذجية لكوفيد-19 مثل السعال والحمى. ومع ذلك، نظرا للتأخرات المحتملة في عزل المرضى، فقد لا تكون إستراتيجية الكشف المبكر والعزل فعالة تماما في احتواء فيروس كورونا المستجد”