عابد الشعر قيدوم المصورين الصحافيين بالمغرب ، مسيرة مهنية مليئة بالعطاء والابداع والتضحية ونكران الذات ، كان شاهدا على العديد من الاحداث الوطنية الكبرى وشارك في تغطيتها بالصورة كما كان حاضرا في كل المناسبات الوطنية الهامة التي تجسد تاريخ المملكة المغربية وعلى سبيل المثال لا الحصر حدث المسيرة الخضراء المظفرة و القمم العربية والإسلامية وجميع المؤتمرات التي كانت تقام على ارض المملكة المغربية ويحضرها الزعماء العرب ،كما كان يشارك الى جانب الصحافيين في تغطية جميع الأنشطة الملكية وتوثيقها بالصورة ، لم تكن آنذاك سوى ستة جرائد حزبية في الساحة الوطنية وكانت قوية ومؤثرة وكانت تشكل نبض الشارع الحقيقي و تعبر عن رأي النخبة السياسية بالمملكة وكانت الصورة الفتوغرافية آنذاك حاضرة بقوة ولها قيمة كبيرة ولا يمكن الحصول عليها الا بشق الانفس وكان مصدرها معروف لان المصورين الصحافيين كانوا معدودين على رؤوس الأصابع ليس كيومنا هذا بحكم ان الصحافة المستقلة لم يكن لها وجود في الساحة الوطنية وانما كانت الصحافة الحزبية هي مصدر الاخبار الوحيد الى جانب وكالة الانباء الوطنية ،انطلقت المسيرة المهنية للمصور المبدع والأستاذ عابد الشعر سنة 1965 كمتعاون بعدد من الجرائد الوطنية كجريدة العلم وماروك سوار ولوماتان ولبوتي ماروكان والمحرر ، قبل ان يلتحق كمصور صحافي رئيسي بجريدة الحركة الشعبية ابان تأسيس المحجوبي احرضان لحزب السنبلة وأشرف بنفسه على تغطية أحداث المؤتمر التأسيسي للحزب ،
وتم اعتماده كمصور صحافي مهني سنة 1983 بعد انضمامه الى وكالة الانباء المغربية بصفة متعاون حيث كان يزود الوكالة الوطنية بالأخبار السياسية و الثقافية والرياضية التي كانت تقام على صعيد العاصمة الرباط مشفوعة بالصور الفوتوغرافية وحصل على بطاقة صحافي مهني من وزارة الاتصال ،وحصل بموجبها على ترخيص لتغطية الأنشطة الملكية والحكومية وجلسات البرلمان ،انتقل بعد ذلك الى جريدة النضال الديمقراطي لسان الحزب الوطني الديمقراطي بعد تأسيسه سنة 1985 وحصل معهم على بطاقة مصور صحافي مهني ،
ولم يكن للاستاذ عابد أي انتماء سياسي ،بالمقابل انخرط في النقابة الوطنية للصحافة المغربية وناضل فيها لسنوات طويلة ولا زال لكن للأسف لم يشفع له انتمائه النقابي في تحصيل أي حق من حقوقه البسيطة في التمتع بتقاعد مريح او تغطية صحية أسوة بباقي زملائه الصحافيين ناهيك عن امتياز او حظوة باستثناء تكريم يتيم من هاته النقابة رفقة بعض الزملاء من قيدومي مهنة المتاعب حتى الاتفاقية التي ابرمتها هاته النقابة مع وزارة الاتصال قبل عامين بصفتها النقابة الاكثر تمثيلية بالمغرب والتي بموجبها تعهدت بتقديم دعم مادي ومعنوي للصحافيين المنخرطين بها ، لم يحصل الاستاذ عابد على أي شيء من هاته التعويضات او المنح ولا تزال هناك ضبابية تلف هذا الامر ولم يفهم لحد الساعة ما المعايير التي اعتمدتها النقابة في صرف هاته المنح علما ان صحته لم تعد تسعفه في بدل مجهود كبير كما في السابق ، وما يحز في نفسه على حد تعبيره كونه آمن بالنضال وانخرط فيه طواعية قبل ان يكتشف انه كان يسعى وراء الأوهام بدل السعي من اجل قوت أسرته الصغيرة المكونة من ثلاث افراد
وفي تعليقه على مهنة التصوير الصحفي بين الامس واليوم قال الأستاذ عابد بأن التصوير الفوتوغرافي أصبح متاحا لكل من يملك آلة التصوير وليس مهما ان كان الشخص يتقن فن الصورة ام لا لان الكاميرات اليوم أصبحت مجهزة بأحدث التقنيات ومعدة من اجل التقاط صور بدقة متناهية وفق ألية التصوير الذاتي ،اما في زماننا نحن يضيف الاستاذ عابد فكانت الصورة لا يمكن اعتمادها الا اذا توفرت فيها عدد من الشروط التقنية ،وكانت هناك صرامة في اختيار الصورة المناسبة لطبيعة اي نشاط ومدى استيفائها لشروط الجمالية والدقة المتناهية في وضعية الصورة وانعكاس الضوء فيها و بما يوحي به المظهر العام للصورة خصوصا فيما يتعلق بالأنشطة الملكية
اما بخصوص مهنة المصور الصحافي يضيف السيد عابد ،نحن ناضلنا كثيرا من اجل البقاء ، وحبا في هاته المهنة تجاوزنا العديد من العقبات التي كانت تعترض طريقنا ،اما اليوم فالأبواب مفتوحة على مصراعيها والامتيازات جد محفزة ،فهناك الاتفاقية الجماعية التي شرعتها الحكومة والتزمت بها العديد من المؤسسات الصحفية ما مكن من الرفع من أجور الصحافيين الى حدود 8000 درهم فيما يحصل اقل صحفي على 3000 درهم والمتعاون على 2000 درهم وهذا كله يصب في مصلحة الصحافي ،تبقى مسألة الاجتهاد منوطة بكل فرد على حسب ملكاته الإبداعية ومدى حبه للمهنة .
ويأمل الأستاذ عابد الشعر في التفاتة من المسؤولين وان تتم دراسة حالته والأخذ بعين الاعتبار المسار المهني الطويل والمشرف له في خدمة الاعلام الوطني