الرئيسية / سياسة / ساكنة الخميسات مازالت تتساءل: أليس فيها رجل رشيد؟!

ساكنة الخميسات مازالت تتساءل: أليس فيها رجل رشيد؟!

     بقلم أحمد بلغازي

     وصل السيل الزبى لدى ساكنة مدينة الخميسات وإقليمها، وبات الوضع على حافة الانزلاق .لاقدر الله الى مالا تحمد عقباه اذا لم يتم تداركه بسرعة قبل فوات الأوان.

    ففي هذا الوقت العصيب الذي ابتلي فيه المغرب مثل غيره بآثار سلبية، ظهر واضحا للعيان أن مدينة الخميسات وإقليمها كانت الأكثر عرضة والأقرب إنجرافا إلى الهشاشة، إن لم نقل إلى الشلل التام على كل الأصعدة، اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.

    ومع ذلك فالأسباب وراء هذه الخصوصية الكارثية لمدينة الخميسات ليست سرا على أحد من مواطني هذا الإقليم.

    فالأمر ببساطة شديدة يكمن في أن المسؤولين الذين تولوا الإشراف على الشأن المحلي والإقليمي، سواء كانوا من فئة المعينين أو المنتخبين، لم يكن العديد منهم في مستوى الأمانة التي وضعت على كاهلهم، فحدثت تواطؤات مع منتخبين فاسدين، وحدث صمت على الكثير من المناكر والتجاوزات والاحتيال على المال العام، من خلال الصفقات المشبوهة التي ظلت تحوزها شركات تتأسس ليلا لتفوز بالصفقة صباحا .

    شركات تخرج من تحت معطف الرئيس الجماعي أو الإقليمي، لتلتهم شركة الرئيس ما يبرمجه الرئيس، من دون أن يظهر أثر من المشاريع الورقية على أرض الواقع.

    هذا الوضع، نبهنا إلى خطورته أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة لكن للأسف كل صيحات الاستغاثة ذهبت سدى.

    وإذا كانت ساكنة الخميسات لم تر أثرا للمشاريع الورقية، فالغريب أنها لم تعاين أثرا كذلك للمراقبات الروتينية، التي تقوم بها اللجان المختصة، مما وسع دائرة الشك لدى أهل الخميسات، في أن تكون ظهور لوبيات الفساد المحلية محمية بمظلات جهة ما.

     ومع ذلك فقد أصبحت ساكنة الخميسات تتوفر اليوم على معايير خاصة تدلها على مصب أموال المشاريع المنهوبة.

فآثار النعمة الزائدة على الحد التي ظهرت على عدد من المنتخبين، وبخاصة على كبيرهم الذي علمهم السحر، أصبحت كافية لتحديد الناهبين وصفاتهم ومعرفة مصدر الثروة التي حولت بعضهم من بائع لـ”المعقودة والببوش” إلى مليادير.

    هذه الصورة التي كونها سكان مدينة الخميسات وإقليمها عن أسرار اللوبي المتلاعب بمصير إقليم بكامله، يتطلب اليوم ونحن على أبواب انتخابات 2021، وقفة حازمة مع عناصر الفساد ومحاسبتها ومنعها من مواصلة مسلسل التفقير والاحتيال، بإحالة ملفاتها على المحاسبة ومنعها من الترشح مرة أخرى بأي لون كان، وإلا فإن العزوف الانتخابي سيكون مؤكدا في هذا الإقليم، بما يضر بمصداقية الانتخابات ويصب في مصلحتهم فقط، لأن هذه العينة هي المستفيدة الوحيدة من العزوف، لاعتمادها على شراء الذمم، وقد عذر من أنذر.

     وعلى كل حال وفيما يخصنا، فرسالة طلب الإنصاف ورفع الحيف ستأخذ طريقها إلى الملجأ الأخير، لإنصاف هذه المدينة وساكنتها، والتي فقدت ثقتها في لوبيات الفساد ومن يحميهم، ولم يعد لهم من ثقة سوى في جلالة الملك حفظه الله ونصره.

عن majaliss

شاهد أيضاً

الداخلية توسع صلاحيات الولاة والعمال  

“مجالس.نت” منحت وزارة الداخلية صلاحيات جديدة للولاة والعمال، عبر القرار 1019.24 الصادر بالجريدة الرسمية . …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *