نجاح إسرائيل في حملة التطعيم ضد كورونا تحول إلى شعار الحملة الانتخابية لبنيامين نتنياهو، الذي قال إنه الوحيد الذي كان بإمكانه أن يحقق برنامج التطعيم السريع، فهل يكفي هذا الناخب الذي يشارك في رابع انتخابات خلال عامين؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتصار على مرض كوفيد-19 بجعل إسرائيل « دولة التطعيم ». غير أن هذا الإنجاز قد لا يكفي عندما يضع الناخبون كماماتهم الإلزامية ويتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات يوم الثلاثاء ( 23 مارس 2021).
وحول نتنياهو نجاح إسرائيل في تصدر دول العالم في التطعيم بلقاحات فيروس كورونا إلى شعار لحملته في رابع انتخابات تشهدها البلاد خلال عامين.
وأدلى نتنياهو بتصريح طرح فيه تقييما محسوبا لفرصه في الانتخابات بعد أن أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب المتنافسين.
قال لراديو الجيش الإسرائيلي أمس الأحد « مازلت أفتقد مقعدا (برلمانيا) أو اثنين لتشكيل حكومة مستقرة ». وتبين استطلاعات الرأي ارتفاعا طفيفا لصالح تكتل ليكود في الجزء الأخير من حملة الدعاية بما يمنح ائتلافا يقوده نتنياهو من الأحزاب المحافظة والأحزاب اليهودية المتطرفة حوالي 60 مقعدا أي أنه لن يملك أغلبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
غير أن الاستطلاعات أشارت إلى أن ائتلافا محتملا وإن كان مستبعدا من أحزاب اليسار والوسط وفئات يمينية بقيادة يائير لابيد زعيم حزب « هناك مستقبل » الوسطي سيحصل أيضا على نحو 60 مقعدا. ولم يسبق أن فاز حزب واحد بأغلبية برلمانية مطلقة تمكنه وحده من تشكيل الحكومة في أي انتخابات إسرائيلية. وفي سباق تتقارب فيه مراكز المتنافسين ربما تكون نتائج ليلة الانتخابات مجرد نقطة بداية على أن تحسم محادثات تشكيل الائتلاف في الغرف الخلفية مسألة ما إذا كان نتنياهو الذي اشتهر بلقب « الملك بيبي » سيظل في الحكم.
ومع وجودالرئيس الديمقراطي جو بايدن في البيت الأبيض لا يوجد احتمال يذكر أن تسهم تحركات دبلوماسية أمريكية في تعزيز فرص نتنياهو في الانتخابات. وبدلا من ذلك ركز نتنياهو (71 عاما)، أطول زعماء إسرائيل بقاء في الحكم، على تسليط الضوء على دوره في تحويل إسرائيل إلى ما وصفه بدولة التطعيم.
فقد تم تطعيم نحو نصف السكان بوتيرة جلبت لنتنياهو إشادات دولية لكنها أدت أيضا إلى إطلاق نداءات بأن تبذل إسرائيل المزيد لضمان حصول الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها على اللقاحات.
وخلال لقاءات جماهيرية عديدة أثناء الدعاية الانتخابية كل يوم أو في سلسلة من الحوارات الإعلامية مع اقتراب يوم التصويت ردد نتنياهو « نحن أبطال العالم في التعامل مع فيروس كورونا … فقد اشتريت الملايين من جرعات اللقاح وسأجلب ملايين غيرها ».
ويقول معارضون سياسيون إن نتنياهو أساء معالجة الجائحة من البداية مشيرين إلى الحاجة لإغلاق عام على مستوى البلاد ثلاث مرات. واتهمه معارضوه بأنه غض الطرف عن منتهكي القيود من اليهود المتطرفين الذين يمثلون قاعدة قوة لشركائه الرئيسيين في الائتلاف.
من هم منافسو نتنياهو؟
في المرات الثلاث السابقة كان منافسو نتنياهو ينتمون لليسار. أما هذه المرة فهو يواجه تحديا جديدا من منافسين من اليمين أيضا. يائير لابيد (57 عاما) وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني يرأس حزب « هناك مستقبل » الذي ينتمي ليسار الوسط. وحزبه حاليا من أحزاب المعارضة ومن المتوقع أن يأتي في المرتبة الثانية
بعد ليكود.
جدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق استقال من الليكود لتشكيل حزب « الأمل الجديد » وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو. ومثل الليكود يعارض حزبه قيام دولة فلسطينية مستقلة لكن حملة ساعر تركزت على الحكم النظيف وتنشيط الاقتصاد.
نفتالي بينيت (48 عاما) أحد مساعدي نتنياهو السابقين ووزير سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يامينا المتطرف وينافس ساعر على زعامة اليمين بعد نتنياهو. بيني جانتس (61 عاما) جنرال سابق في الجيش تفكك حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بعد أن انضم إلى نتنياهو في ائتلاف حكومي. وجادل جانتس
بأنه كان من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية غير أن كثيرين من أنصاره ممن ينتمون للوسط ثاروا غضبا عليه. وتهاوت شعبيته وتبين استطلاعات الرأي أن حزبه قد لا يفوز بأي مقاعد في البرلمان.