وتميز هذا الحفل الديني بحضور وفد مغربي كبير، ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق.
وضم الوفد أيضا سفير المغرب بالسينغال، طالب برادة وعبد اللطيف بكدوري أشقري، المكلف بمهمة بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، واليزيد الراضي، رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت، ومحمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة أصيلة وتوفيق العبقري أستاذ جامعي وعائشة الرباي مسؤولة بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وقد ظل المغرب حريصا على أن يكون الوفد الذي يمثل المملكة في هذه التظاهرة الدينية الكبيرة في مستوى هذا الحدث الذي يكتسي دلالة مهمة ومناسبة للتلاقي وتشجيع قيم الإسلام السمحة في مقدمتها المعرفة والعمل والتسامح والسلم.
ويخصص هذا الحدث، الذي يعد أحد أهم التجمعات الدينية للطريقة التيجانية بدكار، للاحتفاء بذكرى خليفة الطائفة التيجانية العمرية تييرنو سيدو نورو تال، سليل عائلة أنجبت علماء كبارا كرسوا حياتهم لنشر القيم الأصيلة للإسلام.
وتميز الحفل، بحضور تييرنو محمدو بشير تال، الخليفة العام للأسرة التيجانية العمرية، ووفد حكومي سينغالي رفيع وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بدكار وأعيان ورؤساء الطوائف الدينية وممثلي الطريقة التيجانية العمرية بعدد من البلدان الإفريقية.
واستهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، للشيخ الإمام الشاب عبد الله ديين، خريج معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد أحمد التوفيق، الذي مثل جلالة الملك في هذا الحفل، أن الأسرة العمرية دأبت كل سنة على تخليد ذكرى خلفاء الزاوية التيجانية العمرية، مبرزا أن أحفاد هذه الطريقة يحملون مشعل ترسيخ الشريعة الحقة بفضل التربية الصوفية التي تنهل من نصوص القرآن الكريم.
وأوضح أن الأمر يتعلق ب “ولاء ثابت لتقاليد مثوارتة أبا عن جد ، ما أحوج البشرية إليها خصوصا في ظل هذه الظروف”.
وتوقف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بهذا الخصوص عند فضائل الإيمان الصادق والقيم والرسائل التي يحملها الخطاب الصوفي في التصدي للارهاب والعنف، مشيرا إلى أن الزوايا الصوفية تسعى دائما إلى تنقية وتربية النفوس.
وعبر السيد التوفيق عن امتنانه للطريقة العمرية التي حرصت على دعوة مختلف الزوايا لحضور هذه التظاهرة الدينية، وهو ما ينم عن “إرادة حقيقية في التعاون بين مختلف هذه الزوايا يدا في يد من أجل إبراز الصورة الحقيقة للإسلام”.
وذكر في هذا الصدد بأن مختلف الزوايا تتقاسم نفس الأهداف وتتشابه من حيث المدارس رغم اختلاف طرق وسياقات إحداثها وأماكن استقرارها.
من جهته، حرص محمد صالح با، الذي تحدث باسم أئمة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، على التعبير عن شكره وامتنانه للمؤطرين داخل المعهد لما بذلوه من جهود مع الطلبة، معبرا عن اعتزازه لتلقي تعليمه بالمغرب ” البلد الذي استقبلنا بحسن ضيافته وأسبغ علينا شعبه كرمه”.
وباسم ائمة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، تضرع محمد صالح با، إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين وأن يحفظ جلالته في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أسرته الملكية الشريفة.
يذكر أن المغرب يخصص سنويا 140 منحة لفائدة الأئمة من مختلف الزوايا الدينية بالسينغال من بينها 30 منحة للمنتمين إلى الطريقة العمرية.
من جانبه عبر وزير الداخلية السينغالي علي نغوي ندياي عن شكره للمغرب لما يبذله من جهد في سبيل تكوين الأئمة السينغاليين، مبرزا أن الزوايا الدينية هي بمثابة حصن حصين ضد التطرف والتعصب.
وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الزوايا بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون.
وتتوفر أسرة التيجانيين على العديد من المريدين في مالي والنيجر وبوركينا فاصو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.