وأكد السيد كورباج، خلال تقديمه عرضا حول موضوع “الآفاق الديمغرافية والنمو الاقتصادي” في إطار لقاء نظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على ضرورة حث القطاع الخاص على توفير مزيد من مناصب الشغل والتوجه نحو اقتصاد أقل ارتباطا بالرأسمالية، يتسم بشكل أكبر بالطابع الاجتماعي ويركز على الشباب والتشغيل ومواجهة البطالة.
وأبرز، في هذا الصدد، أن العديد من مناصب الشغل التي يتم توفيرها لا تعد مطابقة للمعايير، إذ يعيش جزء ممن يشغلون هذه المناصب وضعيتهم بمثابة أشكال بطالة مقنعة أو حلول انتظار على أمل إيجاد عمل أكثر استقرارا وأجزى أجرا. وأشار الباحث، من جهة أخرى، إلى تزايد عدد الشباب المتمدرسين الذين يعملون على تمديد مدة دراساتهم الجامعية، وبالتالي يكونون أقل ميلا للعمل بشكل فوري.
وتطرق الباحث إلى الوضع الديمغرافي بالمغرب الذي سيشهد خلال العقود المقبلة، وفي أفق 2050، تراجعا في نسبة تمثيل الشباب داخل الهرم السكاني، فضلا عن انخفاض عدد السكان، موضحا أن هذه الساكنة ستتوفر على تغذية وعلاج وتعليم أفضل، كما ستكون هذه الساكنة في صحة أفضل، مما سيشكل مصدر دينامية اقتصادية يرتقب أن يستفيد منها المغرب.
واعتبر الباحث أيضا، أن معدل الخصوبة بالمغرب سينتقل من 2.19 طفل لكل امرأة إلى 1.80 في أفق 2050، أي أقل من المعدل الذي يسمح بتجدد الأجيال حسب الباحث في الديمغرافيا.
ويهتم السيد يوسف كورباج، المزداد سنة 1946، والحاصل على دبلوم في الديمغرافيا والتعمير من جامعتي السوربون ودوفين بباريس، بالدراسات حول السكان عبر العالم، خاصة البلدان العربية، وألف العديد من الكتب منها “المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي” (1992)، و”موعد الحضارات” (2007)، و”فلسطين 2030 – التحول الديمغرافي: فرص للتنمية” (2016).