ابوطروق محمد
س.كيف ترى نجاح الجولة المسرحية لفرقتكم من خلال الجولة التي قمتم بها لفائدة الجالية المغربية ؟
ج: لانزكّي أنفسنا كفرقة أخي الفاضل ،لكن وبكل تواضع نستطيع القول إِننا في {مسرح فنون لفاطمة بنمزيان } وبتوفيق من الله تعالى ،وبدعم مشكور ومذكور من وزارة الجالية وشؤون الهجرة وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور عبد الكريم بنعتيق ،إستطعنا بكل ما أُوتينا من خبرة فنية وتجربة لوجستيكية تنظيمية وصلت لخمسة وثلاثين سنة ،في مجال عروضنا المسرحية – بما في ذلك مجال تقديم العروض لمغاربة العالم بكل من أوربا وكندا وأمريكا- …أقول تمكنّا من تحقيق جولة مسرحية ناجحة برسم موسم 2018 لفائدة أعزائنا من أبناء الجالية القاطنة بكل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا ،والمُفرح والمُسعد أن هذه الجولات بلغنا بها دولا إفريقية من قبيل دولتي الغابون والسينغال الصديقتين والشقيقتين ،وهنا أود أن أتقدم بالشكر الجزيل والإمتنان الكبير لسفارتينا بكل من ليبروفيل ودكار على ما قامتا به من تنسيق مُحكم ينمّ عن حنكة ديبلوماسية عالية ،وبالتالي أسفرت عروض مسرحية “الله يدينا فالضو ” على نتائج طيبة وحضور جماهيري مكثف…
س :كيف كان التجاوب مع الجالية المغربية ؟
ج- تجاوب رائع وعائلي بل ووطني صِرف.. ولانقول ذلك من باب تمجيد الذات ،فلستُ ولسنا كفرقة من أُولئك الذين يضخّمون أنفسهم ويطبّلون لإنجازاتهم ،بل نقول مانقول بمنتهى الخجل الشديد والتواضع الأشد …ولَكَم تمنيت أن تطّلعوا عبر منبركم الإعلامي النشيط على الشهادات المرئية منها والمكتوبة وغيرهما…وكيف يُعرب جمهورنا الكريم بهذه الدول عن غبطته وفرحه بهذه الجولات المسرحية ،إذ يعبّرون عن ذلك بدموع فرحهم ،و يعتبرون أن هذه اللقاءات بمثابة صلة الرحم ،وصدقني عزيزي وبدون رمي للورود فإننا نعتبر ما قام به السيد وزير الجالية والهجرة الدكتور بنعتيق في حق المسرح بشقيه العربي والأمازيغي موسمي 2017 و2018 ،إنتعاشا وجرعة مفيدة و صحية ضخّت دماءً في شرايين جسم “أب الفنون ” وعملية ناجحة من شأنها دفع المسرحيين مستقبلا لإنجاز أعمال إبداعية جميلة ترقى لتطلعات الجمهور الكريم وإرجاعه للقاعات داخل وخارج الوطن… وإذا أضفنا المجهودات الملموسة والمشكورة التي تقوم بها وزارة الثقافة والتي عرفت طفرة مهمة في عهد الدكتور محمد الأعرج ،نخلُص لنتيجة حميدة تتمثل في مانصبو إليه جميعا وهو رفعة وتألق المسرح المغربي في مختلف المحافل العربية والغربية
س: لقد كنتم السباقين لهذه المبادرة ،فكيف ترى المبادرة التي أقدمت عليها وزارة الجالية المغربية.
ج: لم نكن السبّاقين لوحدنا لمثل هكذا جولات، فقصب السبق كان للمراحيم أساتِذتنا الفنانين الكبار الطيب الصديقي والطيب العلج ومحمد حسن الجندي ومسرح البدوي تحت ريادة الرائد عبد القادر البدوي أطال الله عمره ،هؤلاء الأطواد صالوا وجالوا عبر المعمور من خلال مسرحيات خالدة لازالت عالقة بالأذهان ليومنا هذا…
غير أن الفرق الحاصل فعلا بيننا وبين أساتذتنا من الرعيل الأول -وأظن ذالك ماتقصد أخي – أني والمرحومة أمي الحاجة فاطمة بنمزيان ، وزميلاي الأستاذين محمد الجم وعبد اللطيف الدشراوي ،كنّا نخوض غمار هذه التجربة من زاوية المجازفة والمغامرة المالية الخاصة،والإعتماد على الشباك وبدون دعم معيّن ،ولم نكن نحظى بشرف تقديم العروض في إطار أسابيع ثقافية أو بدعوة من جهات وزارية رسمية من بعض الدول العربية أو الأوربية مثلا ، بل ما كان يتملّكنا هو الحماس الفني ، والرغبة الملحّة في الوصول بمسرحياتنا لخارج الحدود … إلى أن أُحدثت وزارة الجالية فحملت عنّا أعباءً كثيرة وجسيمة سيذكرها لها التاريخ بكثير من الثناء والإطراء.
ماهي أمنياتكم ؟
أمنياتي لا أظنها ستتحقق فيما تبقى من العمر وأنا على مشارف الستين سنة – والله أعلم -لكني أحلم أن أحقق مسرحيا وتلفزيا وسينمائيا ما حققته إذاعيا ،من خلال ما كتبته من أعمال عن أعلام وشخصيات ذات قيمة وأصحاب قامة في مختلف المجالات على غرار :
أبو حامد الغزالي -المتنبي-إبن رشد -باستور -خالد بن الواليد -أحمد شوقي – أم الشهداء الخنساء -حسان بن ثابت -فاطمة الزهراء -مالك بن أنس -إليا أبو ماضي -ليلة القد ر-عائشة أم المؤمنين -إضافة لمسلسلات إجتماعية ك: موعد مع النجاح -أحلام -لاللضياع -آباء وأبناء -حكايات من التراث …لكن سأظل متشائما رُغماً عني لأنني وكثير من الزملاء ،لن نحقق تلفزيا ما حققناه إذاعيا من نجاحات ،في ظل البدعة المُجحفة و الظالمة لنا كشركات تؤدي واجباتها الضرائبية والأداءات الشهرية للمشتغلين بها والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي CNSS وأيضا الإقصاء الطويل لنا كممثلين ومؤلفين ومخرجين وتقنيين ، تلكم البدعة المسماة ب”دفتر التحملات “….
فعلا هزلت {المناقصة في الفكر والإبداع والفنون ،مثلها مثل مواد البناء والتبليط وغير ذلك }… إذن فلا يسعنا إلا أن نقول :{حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم }….وبكل تأكيد لن يسامح التاريخ من سنّ هذه السنة الغير الحميدة ،إذ كان سببا في حرماننا وحرمان الجمهور المغربي من فرجة هادفة ونظيفة، وها مؤلفاتنا بين الرفوف يعلوها الغبار وتغط في نوم عميق لا يعلم إلا علاّم الغيوب متى ستستفيق ؟؟؟!!!
فعذرا أيها الجمهور الحبيب ،واصفحوا لنا يا رجالات ويا نساءات المغرب من أعلامنا النبغاء إن لم نستطع إيفائكم حقكم في إنجاز مسلسلات وسلسلات تُبرز علومكم وفكركم وبحوثكم ونبوغكم ونضالاتكم ….
عذرا {يا أبا الجود يا أبا العباس السبتي } – { وياصاحب الروضالأُنف أيها الضرير الإمام السهيلي } – { ويا شيخنا الصالح يا عبد العزيز التبّاع}- { ويا صاحب النبوغ المغربي يا عبد اللهكنون }- {وأنت أيها البطل المقاوم يا محمد يازرقطوني }- { وياصاحب المعسول يا المختارالسوسي }- { ويا فاطمة الفهرية ياصاحبة أول جامعة في العالم }- { ويا أم إدريسالأكبر ياكنزة الأَورَبية }-{و ياعالم المستقبليات أيها المهدي المنجرة } ويا ويا ويا ياللأسف….