أكد قادة دول مجموعة السبع الأحد عزمهم على وضع حد لجائحة كوفيد-19 من خلال توزيع اللقاحات، كما تعه دوا التصدي للتغير المناخي، وذلك في قمة شهدت دفعا بات جاه دينامية جديدة تقوم على تعدد الأقطاب على رأسها الولايات المتحدة.
والقمة التي استمرت ثلاثة أيام في كورنوال في جنوب غرب إنكلترا هي الأولى منذ نحو عامين، وشهدت العودة إلى التواصل الحضوري المباشر بعدما اعتماد المؤتمرات عبر الفيديو لأشهر طويلة.
وبقيادة واشنطن سعى قادة دول المجموعة إلى إظهار وحدة صف حول الملفات الكبرى التي تواجه العالم بدءا بالتغي ر المناخي مرورا بالجائحة ووصولا إلى ممارسات روسيا والصين.
وإزاء الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة للتضامن، توص لت دول المجموعة إلى تعه د بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في ختام القمة.
واعتبرت جهات عدة من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية أن التعهد ضئيل جدا، معتبرة أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة لقاحية للقضاء على الجائحة.
وأعد قادة دول مجموعة السبع خطة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدي لجائحة جديدة في غضون أقل من مئة يوم، كما طالبوا منظمة الصحة بتحقيق أكثر تعم قا حول منشأ فيروس كورونا في الصين لمعرفة ما إذا نجم عن حادثة في مختبر.
وكانت للمقاربة الدبلوماسية حيال الصين وروسيا حصة وازنة خلال القمة.
ودعت مجموعة السبع الصين إلى “احترام حقوق الإنسان” في كل من إقليم شينجيانغ (غرب) حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية.
وخلال جلسات العمل سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رص صفوف حلفائه في مواجهة موسكو وبكين، وهو ما يشكل هدفا رئيسيا لجولته الأوروبية التي يفترض أن تؤكد “عودة” الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انتهاء عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكد الرئيس الأميركي الأحد أن بلاده عادت حاضرة في الدبلوماسية الدولية عبر قمة مجموعة السبع التي عكست “تعاونا وإنتاجية استثنائيين”.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن وصول جو بايدن إلى البيت الابيض أعطى “زخما جديدا ” لأعمال المجموعة.
وتطر قت مجموعة السبع أيضا إلى الشق البيئي من خطة عالمية واسعة النطاق للبنى التحتية ط رحت السبت من أجل الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، للتشجيع على نمو مراع للبيئة عبر تحفيز الاستثمارات في موارد الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.
وأطلق هذا المشروع بناء على مبادرة تقد م بها بايدن. ويفترض أن ينافس المشروع “طرق الحرير الجديدة”، وهو خطة استثمار ضخمة تنشرها الصين هدف زيادة نفوذها في الخارج.
لكن هذه المقاربة أثارت استياء بكين التي نددت بقرارات “مجموعة صغيرة من البلدان” على حد تعبيرها.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن مجموعة الدول السبع “ليست ناديا مناهضا للصين”، وقال إن الدول الصناعية السبع تمث ل “تجمع ديموقراطيات” تسعى إلى “العمل مع الصين بشأن كافة القضايا العالمية” بمعزل عن الخلافات.
وأكد بايدن بعد القمة أن صندوق البنى التحتية العالمي الذي أعلن عنه قادة مجموعة الدول السبع سيكون “أكثر إنصافا بكثير” من “مبادرة حزام وطريق” الصينية، داعيا بكين لاحترام المعايير الدولية.
وكر ر القادة أيضا التزامهم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030 ووقف المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم اعتبارا من هذا العام.
والهدف هو الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أنه بتخطيها يصبح التغير المناخي خارج السيطرة.
وفي هذا الإطار يعتزم قادة الدول توفير ملياري دولار لمؤازرة العملية الانتقالية نحو طاقة مراعية للبيئة في الدول الأكثر فقرا.
وستزداد مساهمات مجموعة السبع من أجل إيجاد تمويل يصل إلى مئة مليار دولار سنويا حتى العام 2025 للسياسات البيئية للدول الفقيرة.
ويرى الناشطون البيئيون أن هذه القرارات ضعيفة ويطالبون بأفعال وليس بأقوال، وهو ما شددوا عليه خلال تظاهرات في كورنوال.
ونددت منظمة غرينبيس بـ”وعود قديمة” أعيد إطلاقها فيما وصفت “إكستينكشن ريبيليون” القمة بأنها “فاشلة”.
بعد البيان الختامي والمؤتمرات الصحافية التقليدية، يتناول بايدن الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر ويندسور. ويجتمع بعدها مع حلفائه الأساسيين خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، قبل لقاء ينتظر بترقب شديد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف.