الرئيسية / سياسة / تنامي الحضور المغربي افريقيا بات يرعب باريس ونظام العسكر

تنامي الحضور المغربي افريقيا بات يرعب باريس ونظام العسكر

 

  • بقلم: أحمد بلغازي

تتجه الأنظار في الوقت الحالي، سواء على مستوى الرأي العام المغربي أو على صعيد الرأي العام الأوربي والإفريقي خاصة، إلى عملية التصويت الجديدة لمجلس الأمن نهاية الشهر الحالي، بخصوص ملف الصحراء المغربية.

ومما يزيد من الاهتمام بانعقاد اجتماع لمجلس الأمن نهاية الشهر الجاري بهذا الخصوص، الحراك الدبلوماسي والعلاقات المغربية الفرنسية التي عرفت في الفترة الأخيرة عدم رضى واضح من الرباط على سياسة باريس تجاه ملف الوحدة الترابية المغربية.

فباريس التي قامت بإنزال لنصف حكومتها في الجزائر منذ أيام برئاسة رئيسة وزرائها، حيث رافقها إلى قصر المرادية 16 وزيرا، وذلك بعد فترة وجيزة على زيارة ماكرون إلى الجزائر، بدا أنها دخلت في مرحلة من المقايضة مع النظام العسكري الجزائري ليكون الغاز مقابل انحياز “دولة ماكرون” إلى دولة العسكر، في ملف الوحدة الترابية المغربية.

بيد أن باريس والتي تعيش هذه الأيام تحت وطأة احتجاجات ومظاهرات عارمة وإضرابات يومية شلت العديد من القطاعات نتيجة أزمة الطاقة، ورغم كلفة السياسة العدوانية وتبعية ماكرون لقرارات فوقية من دول عظمى أخرى، وجر فرنسا لتكون رأس الحربة للاتحاد الأوربي في أتون الحرب الدائرة بين الغرب وروسيا، فإنه ما زال يمشي “على البيض” كما يقال في تدبير سياسة بلاده مع المغرب على خلفية ملف الصحراء المغربية.

فهو حتى الآن، ولا يبدو أنه قادر على أكثر من ذلك في المستقبل، لم يستطع الخروج من غموض الموقف الفرنسي من هذا النزاع، الذي جعل منه النظام العسكري الجزائري عقيدة ومسألة حياة أو موت. وما ذلك، إلا لكون الجنرالات الجزائريين يستفيدون منه لمصالحهم الخاصة، ضدا على مصلحة الشعب الجزائري وعلى مصالح الشعوب المغاربية، وعلى حساب سياسة رشيدة لبناء مغرب عربي تستفيد شعوبه من الاستقرار والتكامل والجوار.

فرنسا إذن تراهن على إنقاذ نفسها من الأزمات التي قادت إليها سياسة ماكرون، بما في ذلك طردها من مناطق إفريقية حيوية بالنسبة لنفوذها ولمواصلة سرقاتها، كما يحصل مع مالي ومع بوركينا فاصو ودول افريقية أخرى، انتبهت إلى ما يسببه لها الوجود الفرنسي من كوارث وعدم استقرار ومن استنزاف لخيراتها.

ولذلك فهي ترى في وضع المغرب افريقيا، إضافة إلى أزمتها الطاقية، أن تعمل على إرضاء النظام الذي وصفه ماكرون بنفسه بنظام دكتاتوري، بما يهدئ من روع قصر المرادية مخافة انحياز فرنسا للسيادة المغربية، من دون أن تقطع مع المغرب شعرة معاوية، وهذا ما يترجمه الموقف الغامض لباريس.

فباريس، وبغض النظر عن أزماتها التي لا علاقة للمغرب بها، باتت تنظر إلى المغرب كدولة صاعدة في افريقيا، أصبحت تهدد بإزاحة فرنسا من القارة الافريقية، وترى بأن ابتزاز العسكر لضخ المزيد من الغاز لابد وأن تعطى في مقابله إشارات طمأنة على عدم السير في ركب دول أخرى أوربية، قررت اتخاذ موقف واضح إلى جانب حق المغرب في سيادته على أقاليمه الجنوبية، وهذا أقصى ما يمكن أن تذهب إليه باريس.

وختاما لا يمكن لنا كمغاربة إلا أن نحيي جلالة الملك حفظه الله على المكانة التي وضع فيها بلادنا،  التي أصبحت تتهاوى أمامها صور فرنسا الاستعمارية التي لم يعد يركع لها في افريقيا سوى جنرالات الجارة الشرقية، حتى وهي لا تتورع في بهدلتهم علانية وعلى ألسنة كبار مسؤوليها، بما في ذلك ماكرون نفسه، كلما صدر عن الجنرالات ما يتجاوزون به حجمهم.

ولذلك، فهي لن تستطيع في مجمل الأحوال أكثر من الاختباء وراء عبارة “ما يراه المنتظم الدولي”. وهذا ما نتوقع أن نراه في اجتماع مجلس الأمن نهاية هذا الشهر.

عن majaliss

شاهد أيضاً

عيد الاستقلال وذكرى المسيرة : احتفالات بطعم خاص

بقلم أحمد بلغازي تعيش بلادنا هذه الأيام على إيقاع احتفالات متوالية بذكريات وطنية، تمثل بالنسبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *