كشف تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، أن تفاقم تلوث التربة وانتشار النفايات يهدد مستقبل إنتاج الأغذية حول العالم كما يهدّد صحة الإنسان والبيئة، وهو ما يتطلب استجابةً عالمية عاجلة.
وبحسب ما ورد في تقرير مشترك صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يشكّل تلوث التربة ظاهرةً عابرة للحدود كافة، وهو يمسّ بسلامة الغذاء الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه.
وقد خلص التقرير المشترك، إلى أن التدهور البيئي الواسع النطاق الناجم عن تلوث التربة نتيجةً للاحتياجات المتزايدة التي تتطلبها النظم الزراعية والغذائية والصناعية وسكان العالم الآخذ عددهم في التزايد، لا ينفك يتفاقم وهو أحد التحديات الكبرى التي تواجه العالم فيما يتصل بإصلاح النظام الإيكولوجي.
وقد اعتُبرت الأنشطة الصناعية وأنشطة التعدين، وسوء إدارة النفايات الحضرية والصناعية، واستخراج الوقود الأحفوري وتجهيزه، فضلًا عن الممارسات الزراعية غير المستدامة والنقل، المصادر الرئيسية لتلوث التربة.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو، على ضرورة الاستجابة المنسّقة من أجل التصدي لتلوث التربة وتعزيز صحتها بغية تلبية أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وقال، “لحماية التربة أهمية قصوى من أجل ضمان نجاح النظم الزراعية والغذائية في المستقبل، وإصلاح النظام الإيكولوجي وحياة الجميع على كوكب الأرض”.
وأضاف أن “مجتمعنا يريد غذاء مغذيًا وآمنًا وخاليًا من الملوثات والممرضات. وإن هذا ينعكس في عملنا بشأن كيفية تحويل نظمنا الزراعية والغذائية من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.”
وأشار التقييم العالمي إلى أن لتلوّث التربة انعكاسات خطيرة على النظم الزراعية والغذائية وعلى صحة الإنسان بسبب تأثيرها الطويل الأجل على البيئة.
وقد وجد التقرير أن استخدام المبيدات قد ارتفع بنسبة 75 في المائة بين عامي 2000 و2017، إذ استُخدم حوالي 109 ملايين طن من الأسمدة القائمة على النيتروجين الاصطناعي حول العالم في 2018.
وازداد استخدام البلاستيك في الزراعة بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة مع استهلاك 708 آلاف طن من البلاستيك المستخدم لأغراض غير التعبئة في قطاع الزراعة للاتحاد الأوروبي عام 2019.
كما لفت إلى تضاعف الإنتاج السنوي العالمي من المواد الكيميائية الصناعية إلى نحو 2.3 مليارات طن منذ بداية القرن الحادي والعشرين ومن المتوقع أن يزداد بنسبة 85 في المائة بحلول عام 2030، منبها إلى أن إنتاج النفايات آخذ في الارتفاع، حيث كشف أن العالم ينتج حاليا ملياري طن من النفايات سنويًا، ويتوقع أن يرتفع إلى 3.4 مليارات طن بحلول عام 2050 بسبب النمو السكاني والتحضر.