انطلقت أمس الخميس بغفساي (اقليم تاونات) الدورة الرابعة للمهرجان الاقليمي للزيتون المنظمة التي تتواصل الى السبت المقبل تحت شعار “قطاع الزيتون وتحديات إحداث المقاولات الصغرى والمتوسطة في الإقليم”.
وتهدف التظاهرة التي تنظمها جمعية تنمية شجرة الزيتون بغفساي بشراكة مع عمالة إقليم تاونات ومجلس جهة فاس مكناس وبدعم من الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، إلى اطلاع المهنيين على أحدث التقنيات في ميدان إنتاج وتثمين الزيتون، وعلى الفرص المتاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر لتنمية الإنتاج والتسويق عبر مختلف البرامج والمشاريع التي هي في طور التنفيذ في إطار المخططات الفلاحية الإقليمية والجهوية.
وقال عامل إقليم تاونات، صالح داحا، إن هذا المهرجان الإشعاعي يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية لتفعيل مخطط المغرب الأخضر، والذي يهدف الى عصرنة القطاع الفلاحي و تحقيق نمو اقتصادي شامل.
وسجل العامل أن إقليم تاونات من الأقاليم الرائدة في إنتاج الزيتون، حيث تغطي مساحته حوالي 147.000 هكتارا، تتمركز نسبة 70% منها بدائرتي غفساي وتاونات، لكن القطاع الفلاحي بالإقليم بصفة عامة يعاني من عدة معيقات تعرقل تحقيق انطلاقة حقيقية نحو تنمية فلاحية شاملة، من أهمها صعوبة التضاريس ببعض المناطق (انجراف التربة)، تشتت الملكية وضعف انخراط الساكنة في بعض البرامج الفلاحية، بالإضافة إلى محدودية مشاركة الفاعلين المحليين في بلورة مشاريع استثمارية ذات الصلة.
ومن أجل تحسين وضعية قطاع الزيتون بالإقليم، ذكر عامل الاقليم بعدة تدخلات من طرف الدولة شملت تطوير آليات الانتاج والتثمين والتسويق في إطار منظم وعصري، واستغلال مشاريع السقي المتواجدة بالإقليم لإقامة مشاريع استثمارية في هذا المجال والعمل على خلق مقاولات صغرى ومتوسطة في هذا القطاع وتجميع التعاونيات والجمعيات العاملة في المجال من أجل تطوير أدائها.
ومن جانبه، أبرز المدير الاقليمي للفلاحة، يوسف بونجة، أن استراتيجية مخطط المغرب الأخضر أولت أهمية خاصة لسلسلة الزيتون التي استفادت بغرس حوالي 5000 هكتار سنويا من اشجار الزيتون مع تقوية قدرات العاملين في القطاع وذلك بفضل برامج الاستشارة الفلاحية. أما فيما يخص الاستثمار الخاص، فقد خصصت الدولة اعانات وتحفيزات مالية في إطار صندوق التنمية الفلاحية.
وشدد على أن تنظيم الفاعلين على مستوى مختلف حلقات سلاسل الإنتاج وسيلة لتنظيمهم حول نماذج مبتكرة وتشجيعهم على تبني أساليب التنظيم العقلاني والحكامة الجيدة لمعالجة المتطلبات على جميع مستويات القطاع وكذا سبيل لتعزيز ولوج المزارعين الصغار والمتوسطين السوق وتقليص دور الوسطاء.
وأكد رئيس جمعية تنمية شجرة الزيتون، عبد الواحد ناصر، أهمية المهرجان الذي رسخ وجوده ضمن خارطة التظاهرات الإقليمية مبرزا ضرورة النهوض بقطاع شجر الزيتون دعما لمسار التنمية السوسيو اقتصادية بالاقليم وانعاش حركية التشغيل وفتح المجال أمام الشباب للاستثمار.
وتتنوع أنشطة هذه الدورة بين معرض فلاحي يفتح أبوابه طيلة أيام المهرجان وكذلك ندوات علمية ولقاءات تكوينية لفائدة الفلاحين في مواضيع تهم العناية بشجرة الزيتون وتطوير إنتاجها، وأمسيات فنية، وعروض في فن التبوريدة وأنشطة موازية أخرى ثقافية وتربوية ورياضية.