بقلم : أحمد بلغازي
تمر بلادنا مثلها مثل باقي بلدان العالم بمرحلة دقيقة وغاية في الصعوبة والتحديات، وذلك بسبب عوامل داخلية وخارجية.
وفي إطار فهم حزب الشورى والاستقلال لهذه الظروف وملابساتها وتحدياتها، يحرص الحزب على استعمال خطاب مسؤول ومتوازن، يراعي مصلحة البلاد ومستقبلها أولا، والتنبيه إلى الهفوات والأخطاء، ليس بغاية المزايدة السياسوية ولكن بهدف البناء وتجنب إشعال الفتن بكل أنواعها، وعدم تكريس مظاهر خيبة الأمل لدى الفئات العريضة من الشعب المغربي.
فالقناعة الثابتة لدى حزب الشورى والاستقلال، والتي تكونت لديه عبر تاريخه الطويل الذي يعود إلى عقود متوالية من الزمن، إذ ومنذ ما قبل استقلال بلادنا، تجند قادته ومناضلوه الأوائل وراء والد الأمة محمد الخامس رحمه الله وولي عهده آنذاك مولاي الحسن طيب الله ثراه، ببذل الغالي والنفيس من أجل عودة الأسرة الملكية الشريفة من المنفى، وتتويج كفاح الشعب المغربي بالاستقلال، مرورا بالمحن التي تحملها من أجل حرية التعبير والتعددية السياسية بعد الاستقلال.
كل هذا المسار الطويل كان عبارة عن مراحل وعوامل كرست لدى حزب الشورى والاستقلال قناعة الإيمان بمستقبل أفضل لبلادنا وشعبنا، وكرست لديه اليقين بأن الالتفاف حول المؤسسة الملكية والجالس على العرش، هو أقوى وسائل الدفاع عن الوطن وعن المستقبل الذي ينشده الشعب المغربي بقيادة ملوكه.
فعلى أساس هذه القناعة نواصل اليوم وغدا مثلما كان الحال بالأمس معركة استكمال تحرير بلادنا، وضمان مستقبل مشرق لشعبنا بقيادة ملكه الهمام جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وفي ضوء هذه القناعة نمارس خطاب الاعتدال في نقاشنا السياسي ، والتنبيه إلى الأخطاء بلا مزايدات وبيقين كامل، بأن مؤسسة إمارة المؤمنين في بلادنا لن تقود هذه الأمة إلا إلى ما من شأنه ربط ماضي هذا البلد الأمين بحاضره ومستقبله الزاهر.