مجالس جريدة الكترونية تصدر عن مجالس ميديا
“مجالس.نت” ع.ن
شكل “حضور”جلالة القمة العربية في الجزائر ابرز نقطة في لقاء الأمين العام للجامعة العربية خلال زيارته لهذه الأخيرة يوم الأحد الماضي.
فبعد خروجه من قصر المرادية ، أدلى احمد أبو الغيط بتصريحات تضمنت إشارات واضحة إلى أن حضور جلالة الملك محمد السادس هذه الدورة التي تأجلت لسنتين بذريعة موجة وباء كوفيد 19 ، أصبح واردا بقوة .
ففي صيغة لم يسبق أن اتسم بها تصريح مماثل في مناسبة مماثلة، قال أبو الغيط إن الرئيس الجزائري سيستقبل شخصيا “كل ضيوف” القمة ، وهي إشارة وردت على لسان أبو الغيط، في وقت تتحدث فيه أوساط مطلعة، على أن قادة دول عربية نافذة، أبلغت الرئيس الجزائري بان حضورهم شخصيا مرهون ليس فقط بحضور ملك المغرب، ولكن باستقباله بالاحترام المتعين .
وكان حضور جلالة الملك مثار تساؤلات إعلامية منذ وقت مبكر، خاصة وأن احتضان الجزائر للدورة 31 للقمة العربية، جاء في وقت عرف تصعيدا خطيرا من طرف النظام الجزائري ضد المملكة، بل وأن النظام الحاكم في جارة المغرب الشرقية ظل يرفض كل الوساطات التي حاولت القيام بها العديد من الدول العربية، ورفض اليد الممدودة من المغرب، وهو ما جعل وزراء خارجية العديد من الدول العربية في اجتماعهم بالقاهرة يدخلون في ملاسنات حادة مع الوزير الجزائري، خاصة عندما تمت صياغة ذلك الاجتماع بما يرضي المغرب على حساب صيغة إحدى الفقرات التي حاول لعمامرة إقحامها في البيان الصادر عن دورة مجلس وزراء الخارجية العرب في ذلك الاجتماع.
وتفيد كل المعطيات ذات الصلة بانعقاد هذه القمة التي تبذل الجزائر كلما في وسعها لكي تنعقد في موعدها المحدد، بان بلاد الجنرالات أصبحت بين اختيارين: إما قمة بحضور المغرب وإما القمة
بل وأن شرط الحضور ارتقى إلى مستوى بروتوكولي يتعلق بكيفية استقبال جلالة الملك إذا قرر الحضور استجابة لمناشدات ملوك ورؤساء عرب، ولذا يبدو واضحا من خلال تصريح أبو الغيط بعد لقائه بالرئيس الجزائري أن هذا الأخير انصاع للأمر الواقع وبات هو من يلتمس حضور جلالة الملك.
هذا ويتزامن تاريخ القمة في الأول والثاني من الشهر القادم مع الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير في الجزائر، التي لعب فيها المغاربة وعلى رأسهم الملك المغفور له والد الأمة محمد الخامس دورا تاريخيا، بالدعم والمشاركة والاحتضان والتمويل والإمداد بالسلاح.
