أحيت نائبة الأمين العام، أمينة محمد، اليوم الدولي للمرأة في بابوا غينيا الجديدة وهي الدولة التي تعاني من أعلى معدلات العنف ضد المرأة في العالم، حيث أطلقت من هناك مبادرة تهدف للقضاء على هذه الظاهرة.
وتأتي مبادرة “بقعة ضوء” بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتهدف إلى القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات بحلول عام 2030. وتعد المبادرة أكبر جهد عالمي وتعتمد على بناء شراكات مع أطراف متعددة، وتقدّم دعما واسع النطاق لها، وتبلغ القيمة المخصصة لدعم المبادرة نصف مليون يورو، 22 مليون منها مخصصة لبابوا غينيا الجديدة.
لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة للشعوب والكوكب، ولا يمكن تحقيق الازدهار إذا لم يتم إشراك نصف المجتمع – أمينة محمد –
وفي اليوم الدولي للمرأة قالت السيدة أمينة محمد: “إننا جميعا ندرك المعدلات الكبيرة للعنف ضد المرأة في هذا البلد. لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة للشعوب والكوكب، ولا يمكن تحقيق الازدهار إذا لم يتم إشراك نصف المجتمع. لا يمكن أن نقول إننا حققنا السلام إذا كان نصف المجتمع يعيش في خوف ودون أمن وبلا كرامة.
وقد سلط معرض فني أقيم الأسبوع الماضي في مقرّ الأمم المتحدة الدائم الضوء على مبادرة “بقعة ضوء” وبيّن المعرض أن واحدة من بين كل ثلاث نساء يتأثرن بالعنف في مرحلة ما في حياتهن.
وقالت السيدة أمينة محمد: “في هذه الدولة قد يكون عدد الفتيات المتأثرات بالعنف ضعف ذلك.”
ومن المتوقع أن تبني مبادرة “بقعة ضوء” على العمل الحثيث الذي تحقق حتى الآن بقيادة الحكومة. وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية، وستركز على استثمارات أعمق في 11 مقاطعة في المناطق الأربع في بابوا غينيا الجديدة. ومن المتوقع أن يستفيد الجميع من المبادرة إما مباشرة أو بشكل غير مباشر.
وأشادت أمينة محمد بجهود الحكومة المتمثلة في إثارة قضية العنف ضد المرأة أمام البرلمان وفي ديوان رئاسة الوزراء. وقالت: “إن علينا جميعا أن نؤدي دورنا إذا أردنا تغيير النظرة التي تقول إن العنف والأذى مقبولان. ونحن في الأمم المتحدة سنعمل مع طيف واسع من الشركاء من بينهم الحكومة على جميع المستويات.”
وستدعم المبادرة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدينية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدارس والقادة المحليين والدينيين لتوسيع نطاق جهودهم في تغيير العادات الاجتماعية والتصرفات لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف ضد المرأة.
وقالت أمينة محمد بعد أن أجرت عدة لقاءات مع شباب وأعضاء في منظمات المجتمع المدني ونساء وبائعين وبائعات جوالين وممثلين عن القطاع الخاص ومسؤولين في الحكومة إن ثمة حاجة ملحة لتتبوأ المرأة مناصب رفيعة في مراكز قيادية وانتشالها من الفقر وإبعادها عن طريق الأذى. وأشارت إلى وجود ارتباط مباشر بين العنف داخل المنزل والعنف في المجتمع وخارجه.
وحصلت بابوا غينيا الجديدة على استقلالها عام 1975 وبعد شهر انضمت إلى الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت لم يتم انتخاب سوى سبع نساء برلمانيات.
وقالت السيّدة أمينة محمد: “هذا العام نحيي الذكرى 25 على تبني خطة عمل بيجين بشأن المساواة بين الجنسين، أحثّ كل فرد منا على أن ينتهز هذا العام لتجديد الالتزام إزاء حقوق المرأة.”