وقال السيد بوريطة في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع السيد فورونكوف، إن هذا الاجتماع شكل فرصة لمناقشة مختلف عناصر الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، والتي يتم تنفيذها وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سواء في شقها الأمني أو الدبلوماسي أو الديني أو الوقائي، والتي تعتبر اليوم إحدى التجارب الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضاف السيد بوريطة أن هذه الاستراتيجية تندرج، أيضا، في إطار “الدور الرئيسي” الذي تضطلع به المملكة، تحت قيادة جلالة الملك، في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال عملها داخل المنظمات الدولية والإقليمية.
وأكد الوزير أن هذا اللقاء يأتي، كذلك، في وقت تشهد فيه الأعمال الإرهابية تزايدا مطردا، خاصة في إفريقيا.
وفي هذا السياق، ذكر السيد بوريطة بأن المغرب لطالما طالب بأن تحظى إفريقيا باهتمام المجتمع الدولي، لا سيما من خلال عمل استباقي، وذلك بالنظر إلى ما عرفته القارة في السنوات الأخيرة من ارتفاع في عدد العمليات والمنظمات الإرهابية، وكذلك في عدد ضحاياها.
وتضطلع المملكة، التي تشرف على الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بمعية كندا، للسنة الخامسة على التوالي، بـ”دور أساسي” في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتسعى، من خلال مبادرات بنيويورك وفيينا، إلى الترويج لعمل الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.
من جهة أخرى، أوضح السيد بوريطة أن زيارة المسؤول الأممي تأتي في إطار سلسلة لقاءات عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو في إطار لقاءات بنيويورك.
وأضاف الوزير أن هذه الاجتماعات تميزت بالتأكيد على “شراكة متينة” بين المملكة ومنظمة الأمم المتحدة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مبرزا أن هذه الشراكة تتجلى في الدعم السياسي والدبلوماسي، وكذا في دعم الأنشطة والمبادرات المتخذة من طرف مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إطار تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال إن المغرب يعتبر الأمم المتحدة بمثابة “مظلة أساسية” في أي عمل مشترك مرتبط بمكافحة الإرهاب، معتبرا أن المكتب يضطلع بدور رئيسي في “إرساء الوعي وتطوير القدرات والممارسات الجيدة” بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أكد السيد فورونكوف على الدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره “أحد القوى الرئيسية” في مكافحة الإرهاب على مستوى منظمة الأمم المتحدة.
وأعرب عن امتنانه للمملكة “للدعم القوي” الذي أبانت عنه لأنشطة مكافحة الإرهاب بالمنظمة الدولية، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا ب”مساهمة في المكافحة الدولية لهذه الظاهرة”.
وأبرز المسؤول الأممي أن مباحثاته مع السيد بوريطة همت سبل بناء “عمل مستقبلي مشترك” للطرفين، مؤكدا أنه اتفق مع الوزير المغربي على “اتخاذ تدابير إضافية” بشكل يجعل من تعاونهما “فعالا أكثر”. واعتبر أن “مزيدا من التعاون” بين المغرب والأمم المتحدة يمكن أن يقدم مساهمة “أفضل وأكثر نجاعة” في المكافحة الدولية للإرهاب.