الرياض – عاد، اليوم الأحد، طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في السعودية إلى مقاعد الدراسة حضورياً في مدارس التعليم العام الحكومي والأهلي والأجنبي، البالغ عددها 21 ألف مدرسة، بعد توقف عن الحضور دام أكثر من عام ونصف العام بسبب تفشي جائحة كورونا.
وكشفت وزارة التعليم السعودية عن توفير وتوزيع أكثر من 71 مليون كتاب للطلاب وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة داخل المدرسة، وتوفير أدوات التعليم الإلكتروني المناسبة لكل مرحلة دراسية، إلى جانب تجهيز 30 ألف حافلة مدرسية لنقل 1,2 مليون طالب وطالبة.
وشددت الوزارة على اشتراط الحضور إلى المدارس، لمن بلغت أعمارهم 12 عاماً فأكثر، وكانوا محصنين بجرعتين من لقاح كورونا، مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية المعتمدة من هيئة الصحة العامة (وقاية)، بما يضمن الحفاظ على سلامة الطلبة وأسرهم ومجتمعهم.
وشدد وزير التعليم السعودي على أن من لم يحصل على جرعتين من اللقاح من الطلبة والطالبات، الذين يبلغ عمرهم 12 عام فأكثر يعد غائبا، حتى يقوم باستكمال التحصين عن طريق أخذ الجرعتين، مضيفا أن ذلك يعد شرطا أساسيا على الجميع من أجل العودة الحضورية داخل المدارس والمنشآت التعليمية بالمملكة.
وسيتم، في حال وجود إصابات أو اشتباه داخل الفصل؛ تعليق الدراسة فيه لمدة 10 أيام، فيما تقرر تطبيق مناهج وخطط دراسية جديدة من خلال 3 فصول دراسية وتطبيق السنة الأولى المشتركة للثانوية.
ونفذت الوزارة أعمال الصيانة والتشغيل والنظافة والتعقيم للتأكد من جاهزية المدارس، بالإضافة إلى توفير جميع المستلزمات الخاصة بتطبيق الإجراءات الاحترازية في المدارس بجميع إدارات التعليم بكلفة تجاوزت مليار ريال؛ بهدف تهيئة البيئة التعليمية داخل المدارس وجعلها مكاناً ملائماً ومناسباً وجاذباً للعودة الحضورية الآمنة، وضمان تحقيق جودة المنتجات التعليمية، وتحقيق معايير السلامة والصحة.
كما أعلنت عن استكمال جميع الاستعدادات لانطلاقة العام الدراسي الجديد، وتهيئة المجتمع التعليمي بتوفير متطلبات العملية التربوية والتعليمية في جميع المدارس، وتعزيز أدوار المشرفين والمعلمين، وتدريب أكثر من 331 ألف معلم ومعلمة خلال إجازة الصيف.
وهكذا، بدأ الطلبة اليوم عاماً دراسياً استثنائياً في دراسة مناهج جديدة لسلاسل عالمية، حيث تم إعداد 34 منهجاً جديداً، وتطوير 89 آخر قائماً، وإنهاء ما يقارب من 120 ألف تعديل في محتوى المناهج خلال السنتين الماضيتين، بالإضافة إلى تطبيق السنة الأولى المشتركة للثانوية، وكذلك دراسة أول فصل دراسي ضمن نظام الفصول الدراسية الثلاثة وفق الخطط والتقويم الدراسي الجديد الذي تطبقه وزارة التعليم ويتضمن 39 أسبوعاً دراسياً عبر ثلاثة فصول؛ لتعويض الفجوة التعليمية بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية أثناء الرحلة التعليمية، والتركيز على إعداد الطلبة في جميع المراحل التعليمية لامتلاك مقومات الاقتصاد المعرفي، والربط بين المهارات والقدرات وبين الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
ووضعت وزارة التعليم في السعودية، حزمة من الضوابط العامة في العام الدراسي الجديد، وألزمت الطلبة بتطبيق قواعد السلوك والمواظبة المحدثة لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية المعتمدة من الوزارة، مع استبعاد الأنشطة الصفية وغير الصفية التي لا تحقق التباعد، وإلغاء الاصطفاف الصباحي، وإيقاف العمل في المقاصف، بالإضافة إلى التقيد بفحص درجة الحرارة، والتأكد من ارتداء الكمامة، وتنظيم الدخول والخروج لمنع التزاحم، وإعادة ترتيب الفصول بما يضمن التباعد، وكذلك منع تبادل الأدوات الخاصة بين الطلبة.
وفي السياق ذاته، شرعت المكتبات في السعودية هذا الأسبوع، في التأهب المسبق لتوفير كافة المستلزمات الطلابية بعد حالة ركود دامت أكثر من عام ونصف بسبب الجائحة، لتشهد انتعاشاً كبيراً في الحركة الشرائية، تأهباً لعودة الطلاب والطالبات حضوريا إلى المدارس.
وشهدت الأسواق اكتظاظا بتوافد أولياء الأمور لتلبية احتياجات الأبناء والبنات مع انطلاق العام الدراسي الجديد، سواءً كانت أدوات مكتبية أو ملابس أو مستلزمات أخرى اعتاد الطلاب والطالبات على اقتنائها.
تجدر الإشارة إلى أن المكتبات في السعودية عانت من تداعيات الجائحة لاسيما في ظل إعلان الوزارة الوصية عن خطة لاستبدال الكتب المادية بأقراص في المدارس السعودية خلال العام الدراسي الماضي، وذلك في سياق اعتمادها النموذج الهجين للتعلم. فالتسارع غير المسبوق في عملية الرقمنة داخل النظام التعليمي أدى إلى تحقيق تقدم كبير في التعلم عن بعد، وأدى الاستخدام المعزز للتكنولوجيا إلى تحسينات ثورية في التعليم التقليدي في البلاد.