عرفت مدينة الدار البيضاء، مؤخرا، ديناميكية مهمة وانتعاشا على مستوى تعزيز وتحديث البنية التحتية، وتم في هذا الإطار إطلاق مجموعة مشاريع تهم الرقي بمرافقها وفضاءاتها ومعالمها الكبرى، وهو ما يجسد تجددا عاشه سكان المدينة وترصده عين زوارها، كما يجسد إصرار المسؤولين على الارتقاء بجودة إطار العيش بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، على النحو الذي تشهده العواصم الميتروبولية.
وفي هذا الإطار، تمت تهيئة المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني، بكلفة 200 مليون درهم، بشراكة بين جماعة الدار البيضاء والمديرية العامة للجماعات المحلية.
وتضم قائمة المشاريع المنجزة أيضا تهيئة كورنيش العنق، والذي يشمل تهيئة حديقة حضرية مفتوحة في وجه العموم وممشى على طول الحاجز البحري للعنق وفضاءات للألعاب مخصصة للأطفال، وأخرى للرياضة (الجري، نزهة المشي، الدراجات) وفضاءات مظللة مع باقة نباتية تتلاءم مع الموقع ومرافق صحية عمومية.
هذا وقد بلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي يندرج في إطار اتفاقية تثمين الشريط الساحلي لجهة الدار البيضاء – سطات، وبشراكة بين الجماعة والمديرية العامة للجماعات المحلية 400 مليون درهم.
كما تضم إعادة تأهيل كورنيش عين الذئاب الذي بلغت كلفته 400 مليون درهم، بشراكة بين جماعة الدار البيضاء ومديرية الجماعات المحلية، والذي يشمل تثمين نزهة شارع الكورنيش وتهيئة شارع “المحيط الأطلسي”، حيث سيحتوي هذا المقطع الذي يبلغ طوله 5,3 كلم، على قطب للاحتفالات، وقطب للسياحة الساحلية، وقطب طبيعي، تمنح الساكنة فضاءات للاسترخاء، وأماكن للنزهة، وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وولوجيات مباشرة للشاطئ، فضلا عن منظر بانورامي جذاب.
وفي نفس الإطار، ومن أجل إضفاء جمالية أكبر، ومن أجل إحداث توازن إيكولوجي داخل المجال الترابي لمدينة الدار البيضاء، سيمكن من التصدي للتلوث التي تشهده العاصمة الاقتصادية، وبما يزيد من جماليتها ورونقها، فقد تمت إعادة تهيئة وتقوية المساحات الخضراء على طول جنبات الطريق السيار الحضري، حيث تم الاعتناء بالمساحات الممتدة على ضفتي الطريق السيار الحضري، انطلاقا من مدخل المدينة عند عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي إلى غاية العقدة قرب الإدارة العامة للمكتب الشريف للفوسفاط.
وقد مكن هذا المشروع الذي شمل طول مسافة الطريق السيار الحضري والمدارات والجنبات الموازية له بمساحة تقارب 35.27 هكتار، من اسـترجاع المناظر الخضراء التي افتقدتها هذه المقاطع الطرقية لسنوات. وقد بلغت الكلفة المالية لهذا المشروع الذي تم إنجازه بشراكة بين جماعة الدار البيضاء والمديرية العامة للجماعات المحلية33.45 مليون درهـم.
كما تم في هذا الصدد، إطلاق برنامج التشجير تحت شعار “شجرة لكل أسرة”، وهو البرنامج الذي يتمثل في غرس الأشجار والنخيل عند كل عملية تتعلق بتهيئة الشوارع الكبرى في مجموع تراب المدينة ومختلف مداخلها، حيث تم ابتداء من سنة 2017 غرس 28 ألف و 584 شجرة، 61 ألف و800 شجرة صغيرة، 710 نخلة،3528 من الأغراس الخضراء، و101 ألف و14 وردة، كما عملت على صيانة 400 هكتار من المساحات الخضراء سنويا، ووصلت الكلفة المالية لهذه المنجزات 184,3 مليون درهم.
ولإضفاء جمالية على ساحات مدينة الدار البيضاء، خصصت الجماعة غلافا ماليا بلغ 140 مليون درهم لإنجاز نافورة ساحة محمد الخامس الذكية، مجهزة بثلاثة أحواض مائية وبموسيقى وعروض ضوئية كساحة للحياة بوسط المدينة على مساحة 12000 متر مربع، الأمر الذي تحول إلى قبلة لساكنة مدينة الدار البيضاء ومرتاديها من المواطنين المغاربة والسياح الأجانب.