أكدت الجامعة العربية أن المؤتمر الدولي حول القدس الذي نظم تحت شعار ” صمود وتنمية ” يعد لحظة استشعار للمجتمع الدولي للتصدي لسياسات الاحتلال ودعما قويا لمشروعية قضية القدس بتكامل مع الجهود والمبادرات المماثلة لحماية الساكنة المقدسية وضمان حقوقها الأساسية في الحرية والكرامة.
وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أحمد رشيد خطابي، في تصريح أمسه الأربعاء، في ختام الحملة الإعلامية التي أطلقتها الأمانة العامة للجامعة العربية لمواكبة مؤتمر دعم القدس، إن المؤتمر شكل مناسبة لبحث الأوضاع في القدس بأبعادها السياسية والاقتصادية والقانونية والمعيشية وفرص دعم جهود أهاليها على مختلف الأصعدة.
وأكد أن قضية القدس تظل جوهر الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي حيث عمدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على نهج سياسات متعارضة مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في ظل تنفيذ مخططات تهدف الى تغيير البنية السكانية للمدينة المقدسة، والتهجير القسري للفلسطينيين ومصادرة ممتلكاتهم وهدمها، فضلا عن اتخاذ إجراءات باطلة لتشويه هويتها العمرانية والتاريخية والحضارية والثقافية.
وأشار إلى أنه منذ سنة 1967 قامت سلطات الاحتلال بضم أراضي الضفة الغربية بما في ذلك القدس وإعلانها عاصمة « موحدة » لإسرائيل وبناء جدار عازل لفصلها عن محيطها الفلسطيني الأصلي، مشيرا الى أنه صدرت في هذا الصدد قرارات عن الأمم المتحدة ببطلان الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب وقضت محكمة العدل الدولية بعدم قانونية الجدار، كما طالبت » اليونسكو » باحترام الوضع الخاص للقدس العتيقة المدرجة على قائمة التراث العالمي.
وقال خطابي إن مدينة القدس التي وضعت على رأس قضايا الحل النهائي ما زالت، مع بالغ الأسف، تصطدم بتعنت إسرائيل في ظل انتهاك الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية ورؤية حل الدولتين، لإنهاء عقود من الصراع المرير وإرساء السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ونبه إلى أن الوضع الميداني في القدس يزيد تعقيدا بسبب الاقتحامات الاستفزازية المستمرة للمستوطنين لباحات المسجد الاقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بحماية من قوات الإحتلال الإسرائيلي مع التضييق على حق ولوج أماكن العبادة لممارسة الشعائر الدينية، وفق ما تنص عليه الشرائع والمواثيق الدولية، واقدام الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية على خطوات استيطانية ذهبت الى حد خلق وشرعنة بؤر استيطانية جديدة وتسليح المستوطنين لاستهداف أبناء الشعب الفلسطيني العزل.
وعرف المؤتمر مشاركة الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي ، والفلسطيني محمود عباس أبو مازن ، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الى جانب ممثلين رفيعي المستوى عن منظمات إقليمية وعربية ودولية بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الإنحياز والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي.