شهد المسجد الأقصى إجراء أذرع الاحتلال مسحًا هندسيًا لمصلياته وساحاته، وأثار هذا الاعتداء رفضا مقدسيا. وأشار متابعون إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق فرض واقع جديد في الأقصى، وتطبيق المزيد من المخططات التهويديّة أسفل وفي محيط المسجد، خاصة أن سلطات الاحتلال نفذت في الأسبوع الماضي حفريات في ساحة البراق، في مقابل استمرار سياستها بمنع أي أعمال ترميم وصيانة داخل المسجد.
وفي سياق اقتحام الأقصى، استمرت في أسبوع الرصد اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يومي، بمشاركة شخصيات متطرفة. وفي سياق التهويد الديموغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وكشفت معطيات عبرية عن مخطط استيطاني لتوسيع السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، ففي 13 من الشهر الجاري، أخذ مساحون ومُصورون بحماية قوات الاحتلال قياساتٍ هندسية في باحات الأقصى، وقاموا بمسحٍ وتصويرٍ ثلاثي الأبعاد لهذه المنطقة من المسجد، مستخدمين أجهزة وأدوات متطورة، بالتزامن مع منع المصلين والمرابطين من الاقتراب من العمال.
وأثارت هذه الخطوة رفضًا مقدسيًا واسعًا، ففي اليوم ذاته، حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من مخاطر إجراء الاحتلال أعمال مسح هندسي للأقصى، وأشار الكسواني إلى أن سلطات الاحتلال تستغل الإغلاق العام بذريعة “كورونا”، لتشدد الحصار على القدس والبلدة القديمة، والتضييق على سكانها المقدسيين، وتحقق المزيد من مخططاتها التهويديّة.
وفي سياق آخر من الاعتداء، تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي اليوم نفسه، اقتحم الأقصى 24 مستوطنًا، من بينهم القيادي في منظمات الاحتلال المتطرفة الحاخام المتطرف “الياهو ويبر”، الذي قدم شرحًا عن مدرسة “جبل المعبد” ونشاطها، ونشر مقطعًا مصورًا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: إنهم يقتحمون الأقصى نيابة عن كل اليهود، خاصة من لا يستطيع القدوم بسبب إجراءات الحجر الصحي”، وشهد الاقتحام أداء عددٍ من المستوطنين طقوسًا تلمودية بحماية شرطة الاحتلال.
وفي 17 من الشهر الجاري، اقتحم الأقصى 14 مستوطنًا، بالتزامن مع فرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا في البلدة القديمة. وفي اليوم الذي يليه، اقتحم الأقصى 29 مستوطنًا، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، ثم اعتقلت قوات الاحتلال حارس الأقصى طارق صندوقة من داخل المسجد، وحولته إلى أحد مراكز التحقيق في المدينة المحتلة.
التهويد الديموغرافي
على الرغم من فرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا بذريعة الحد من انتشار “كورونا”، إلا أنها تتابع هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 14 يناير 2021، أخطرت بلدية الاحتلال مقدسيًا في جبل المكبر، لهدم منزله بذريعة البناء من دون ترخيص، وأمهلته 21 يومًا لإخلاء المنزل قبل هدمه، ويتكون المنزل من طبقة واحدة، ولا تتجاوز مساحته 80 مترًا، يقيم فيه مع زوجته وأبنائه وأحفاده. وفي 17 من الشهر نفسه أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله، في حي رأس العمود ببلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص