أنعشت التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي عرفتها مختلف مدن وقرى المغرب حقينة السدود الكبرى؛ الأمر الذي أدى إلى تحسن مستوى المخزون المائي في الأيام القليلة الماضية، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الموسم الفلاحي في الدوائر السقوية والبورية، حسب توقّعات خبراء.
وبلغت كمية التساقطات المطرية خلال الفترة الممتدة ما بين 4 و11 يناير 2021 حوالي 417 مم بالرباطـ لوحدها، و233مم بالشاون و228مم بالمحمدية و225مم بالدار البيضاء.
الخبير في المناخ محمد بنعبو، أوضح أنّ البيانات الأخيرة التي أصدرتها مصالح قطاع الماء بوزارة التجهيز، تكشف بأن مخزون المياه في جل السدود عرف انتعاشا كبيرا خصوصا في جهة الرباط سلا القنيطرة وجهة سوس وجهة طجة تطوان الحسيمة، من قبيل سد الوحدة 63.3 في المائة وسد سيدي محمد بن عبد الله 62.6 في المائة وسد واد المخازن الذي بلغت نسبة ملئه 99.4 في المائة، ووصلت نسبة الملء أيضا إلى 60.9 في المائة سد طنجة المتوسط، وسد “سمير” الذي بلغت نسبة ملئه 81.2 في المائة و62.5 في المائة في سد ادريس الاول.
وعلى الرغم من أهمية التساقطات المطرية في بعض السدود خلال الأيام الأخيرة، اعتبر الخبير المناخي أن حقينة بعض السدود ما زالت ضعيفة مثل سد المسيرة حيث بلغت، اليوم، ما قدره 12.3 في المائة، وسد عبد المومن 17.7 في المائة فقط في حين تحسنت حقينة مجموعة من السدود مثل أحمد الحنصالي ويعقوب المنصور ولالة تاكركوست والمسيرة والمختار السوسي والحسن الداخل.
وتوقع الخبير استمرار تحسن حقينة السدود خلال العام الجاري نظرا لكمية التساقطات الثلجية التي عرفتها معظم مرتفعات المغرب خلال نفس الفترة، مشيراً أنّ المغرب يتوفر حاليا على 145 من السدود الكبرى، و250 سدا صغيرا، وينتظر أن يتم تشييد 20 سدا جديدا خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2027.
وأكّد بنعبو أن استمرار الأمطار سيزيد في نسبة ملء حقينة السدود، حيث حرّكت جريان وديان وانهار عديدة وامتلأت بعض السدود، فيما انتعشت أخرى كانت تعاني الجفاف، خصوصا في جهة سوس ماسة ومراكش تانسيفت ودرعة تافيلالت، مبرزاً سنسجل بقوة تحسنا في الفرشة المائية، مقارنة مع السنة الفارطة، حيث عانت معظم مناطق سوس من الجفاف، مما أثر على الزراعات السقوية، حيث تنبئ هذه التساقطات التي شهدتها بلادنا بموسم فلاحي مثالي.