وبدأ الحفل الذي اعطى انطلاقته بساحة الوصل، القلب النابض ل”اكسبو دبي 2020 “رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، بحضور السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، والسيدة نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، المندوبة العامة للجناح المغربي في هذه التظاهرة الدولية، بمراسيم رفع علمي المملكة المغربية، ودولة الامارات العربية المتحدة، على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين.
وعقب كلمتي الافتتاح اللتين القاهما كل من السيدين عزيز أخنوش، وسلطان بن احمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الاماراتي، واللذين أكدا من خلالهما على عمق ومتانة العلاقات المغربية الإماراتية، وآفاق تنميتها، وفرص التعاون التي تعد بها، تتبع الحضور الذي ضم أيضا ، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، رئيس اللجنة العليا ل”إكسبو دبي 2020 “، معزوفات على البيانو أداها الفنان مروان بنعبد الله، حظيت بإعجاب المشاركين في الحفل.
وفي نهاية هذه الفقرة الموسيقية، قام أعضاء الوفدين المغربي والاماراتي، بزيارة لمختلف أروقة الجناح المغربي، حيث قدمت لهم شروحات حول مكونات وخاصة القاعات الموضوعاتية ال13 التي تسلط الضوء على غنى الموروث الثقافي والفني المغربي، والكنوز التي تزخر بها المملكة في مجالات شتى، كما قام الوفدان بزيارة لجناح دولة الامارات العربية المتحدة، الذي تم تصميمه على شكل صقر يتأهب للتحليق، ويحكي قصة نجاح هذا البلد.
وبجناح القيادة ب”اكسبو دبي 2020 ” حيث قام الوفد الرسمي المغربي بجولة في معرض الخمسين لدولة الامارات العربية المتحدة، سلم الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم مفتاح مدينة دبي ، للسيد عزيز أخنوش، الذي سلمه بدوره هدية، عبارة عن شجرة أركان، وبعد تبادل الهدايا وقع السيد أخنوش في الدفتر الذهبي للجناح الاماراتي.
عقب ذلك تتبع الوفدان المغربي والاماراتي، استعراضا جويا رائعا لفرقة “المسيرة الخضراء” التابعة للقوات المسلحة الملكية، شارك فيه سرب من ست طائرات.
وقدمت الفرقة لوحات استعراضية متنوعة ومبهرة، وحركات صعبة للغاية أداها ربابنة محترفون فوق سماء “إكسبو 2020 دبي”.
وقام هذا السرب من الطائرات على الخصوص، بحركات جماعية، صعودا ونزولا ثم الافتراق على شكل قنبلة انشطارية ، وأخرى على شكل بطة.
الى ذلك حرص السيد عزيز أخنوش في تصريح صحفي عقب هذه المراسيم، التي حضرتها أيضا، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، المديرة العامة لإكسبو دبي، ريم الهاشمي، على التأكيد على متانة العلاقات المغربية الإماراتية، وعلى الروابط الأخوية التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وأشار السيد أخنوش من جهة أخرى الى الحضور المتميز للمغرب في المعرض العالمي ” اكسبو دبي 2020″، من خلال جناح أصيل يعكس الموروث الثقافي والتاريخي للمملكة، مبرزا ان هذا الجناح يمثل سفرا نحو المستقبل ويندرج ضمن منظومة الاستدامة سواء من حيث الأمن الغذائي او ميادين اخرى.
وشكل الاحتفال باليوم الوطني للمملكة، فرصة لتسليط الضوء على ثقافة المغرب، الضاربة في التاريخ، فضلا عن الإنجازات التي احرزتها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها.
يذكر أن جناح المغرب بالمعرض الذي يتموقع في قلب “منطقة الفرص” القريبة مـن جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيد عـن ساحة الوصل، يتيح للزوار، إشباع فضولهم في التعرف على ثروات وتقاليد تنفرد بها المملكة، وتشكل عنوان تميز تاريخها الألفي.
وتنطلق رحلة الزائر للجناح المغربي، من قاعة في الطابق الأرضي، تنضح بعبق تاريخ المملكة ،حيث تعرض بها، بالإضافة إلى صورة كبيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والى جانبها علم المملكة، وثائق تؤرخ لروابط البيعة الشرعية التي جمعت على الدوام بين الشعب المغربي بمختلف مكوناته ومناطقه وضمنها الأقاليم الجنوبية، والسلاطين العلويين، لتتواصل نحو الطوابق السبعة عبر مسار متدرج حول فناء واسع مزين بالزرابي المغربية، ومشيد بتقنيات بناء تحاكي المدن المغربية القديمة، بأزقتها الضيقة والممتدة، ضمن أسلوب معماري أصيل.
ويشكل جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة.
وبالإضافة إلى اقتراحه برمجة فنية وثقافية واقتصادية وعلمية متنوعة، يبرز الجناح المغربي أمام أنظار العالم، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها.
ويقام “إكسبو دبي 2020 ” الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية ،جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع.
وتعتبر هذه التظاهرة الدولية، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم، حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية.
ويتيح “إكسبو دبي 2020 “، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.