قال رئيس الفيدرالية الوطنية لأطباء التخدير والإنعاش البروفيسور جمال الدين الكوهن، إن انطلاق عملية التلقيح بالمغرب كان بمثابة جرعة أمل في غد أفضل، لاسيما وأن جلالة الملك محمد السادس أبى إلا أن يكون أول من يتلقى التلقيح انسجاما مع حرصه الشخصي منذ بداية الجائحة على إعطاء الأولوية لصحة وسلامة المواطن.
ولاحظ البروفيسور الكوهن، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحملة التي كانت ذات طابع تطوعي من أجل مناعة جماعية أضحت مسيرة تشاركية ذات طابع وطني، ولاسيما بعد مرور سنة على تفشي هذه الجائحة بعواقبها على الصحة الجسدية والنفسية من جهة، وتداعياتها الخطيرة الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى.
ولم يفت هذا الإطار الطبي التنبيه إلى خطورة التراخي في الالتزام بالتدابير الاحترازية أثناء حملة التلقيح وطيلة المدة التي تسبق التمنيع الجماعي، لأن اللقاح، في الأصل، جزء مهم من التدابير، “ولا يعفينا البتة من مواصلة التقيد بهذه التدابير، لا على الصعيد الشخصي ولا الجماعي”.
التلقيح الفردي، في نظر هذا المختص، لا يعني مناعة شخصية مائة في المائة من جهة، وقد يصاب الشخص الملقح بالمرض، ومن جهة أخرى فإن الهدف من هذه الحملة هو التمنيع الجماعي بتلقيح أكبر عدد من الساكنة، حوالي 80 بالمائة للحد من حركية الفيروس في الانتشار بين الأشخاص، علما بأن الفيروس لن يندثر كليا على الأقل في الشهور المقبلة.
وأكد، في هذا السياق، على ضرورة الأخذ بكل التدابير المرحلية بما فيها التلقيح الفردي ومواصلة التدابير الاحترازية الشخصية والجماعية أكثر من أي وقت مضى، للوصول في أقرب الآجال الممكنة لتمنيع جماعي، وحتى يتمكن المواطن من استرجاع حياته “شبه العادية”، ف”المعركة أشواط لم تنته أطوارها بعد، والسيطرة عليه لا تزال بحاجة الى أشواط إضافية وحاسمة”.
فعلى الرغم من الاستقرار النسبي الملحوظ أخيرا، يحذر البروفيسور الكوهن، “الفيروس لا يزال بيننا فعلينا البقاء يقظين في مواجهة الخصم الذي قد يفاجئنا في موجة أخرى أو طفرة أخطر”.