مجالس جريدة الكترونية تصدر عن مجالس ميديا
بقـلـم أحـمـد بلغــازي
لم ينفع شهر الصيام الذي أنزل فيه القرآن الكريم، في إيقاظ ضمير الإعلام الممول من طرف دول خليجية في إيقاف البذاءة ومحاولات الإيذاء الموجه للمملكة المغربية شعبا ومؤسسات.
بل وان هذا الإعلام، وبكل عدوانيته وتخلفه مهنيا وأخلاقيا، تعزز بما هو أسوأ منه تخلفا وانحطاطا وبذاءة، ويتعلق الأمر بالذباب الإلكتروني لتلك الدويلات التي قال الرئيس الأمريكي لحكامها، أن عليهم أن يدفعوا الجزية لأمريكا وهم صاغرين، لأنه من دون حمايتها لن يبقوا ساعة على عروشهم.
هكذا إذن، وبعد أن فتحت قناة “العربية” الممولة من طرف دولة بترولية خليجية والمقيمة بدويلة بترولية أخرى من الخليج على المملكة المغربية قاموس الشتائم، الذي لا تتوفر على مرجع مهني سواه، محاولة استفزاز الشعب المغربي والدولة المغربية بعرض خريطة مبتورة من أقاليمنا الجنوبية، ناسية أن الدولة التي تمولها، ومهما حاولت تغيير مواقفها من كون الصحراء مغربية، فإنها لن تستطيع محو صور لرايتها تثبت مشاركتها في المسيرة الخضراء التي أبدعها الملك الراحل لإسترجاع أقاليمنا الجنوبية، كما أنه ليس بإمكان هذا الإعلام التافه والنكرات المسخرة للإساءة للمغرب أن تغير الجغرافيا ولا التاريخ، ولا تغيير صورة المملكة المغربية الضاربة في أعماق التاريخ، إذا هو شتم المغاربة أو امتدح من من هم على شاكلة هذا الذباب الإلكتروني والإعلامي المنهار، من القابعين في رمال تيندوف.
وعلى ذكر الملك الراحل، فإنه من المفارقات العجيبة التي ينبغي التذكير بها بالمناسبة، أن المرحوم الحسن الثاني كان هو من أفتى على مالكي وسائل الإعلام الخليجي هذه، تأسيس قنوات إعلامية للترويج لصورة تلك الدول، كما كان يريدها الملك الراحل وليس كما أصبحت عليه اليوم، وللتاريخ، فإن أول ما دشنت به قناة (أم بي سي)، على سبيل المثال، إنطلاقتها كانت كلمة توجيهية للملك الراحل باعتباره صاحب فكرة التأسيس.
طبعا هذا لا يعرفه الجهلة المشتغلون اليوم بهذا “الإعلام “المتخلف الذي انحرف عن سكة المهنية وتحول إلى أداة تفرقة بين الشعوب العربية والإسلامية، ووسيلة للدفاع عن السلوك الدموي المنحط، وتمرير خطاب يخدم أجندات الصهيونية وأعداء الأمة.
ولكي يمضي هذا الاعلام الأعمى في خدمة أجندات التفرقة، فقد تم تعزيزه بذباب إلكتروني ينشط فيه كل من لا يتوفر على الحد الأدنى من التربية، احرى التكوين والحد الأدنى من المعرفة والمهنية.
لذلك لا نستغرب أن تأتي شهادات باطلة وزائفة ومناقضة للواقع، في حق الدولة المغربية العريقة وشعبها الأصيل والعبقري، وأن يرمى المغرب بأوصاف لا تنطبق إلا على هؤلاء الأقوام إياهم، بما يحيلنا على حكمة الشاعر العربي :
وإذا اتتك مذمتي من ناقص / فهي الشهادة لي بـأني كامل.
والسلام على من اتبع الهدى.
