أعلنت المدرسة المغربية لعلوم المهندس أن طلبتها تمكنوا من تقديم ثلاثة اختراعات علمية طبية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأوضحت المدرسة، في بلاغ لها اليوم الأربعاء، أن المشاريع الثلاثة “African Saviour”، و”Digital System Medical Respiratory”، و”Moroccan electronic Perspection (MeP)”، تم اختيارها من بين أفضل عشرة ابتكارات شاركت في أول هاكاثون نظم عن بعد في المغرب (Marocovid19) من طرف (H&P) و(Lafactory)، بالتعاون مع الجامعات المغربية والمدرسة المغربية لعلوم المهندس.
وهكذا، يروم مشروع “African Saviour” نشر طائرات بدون طيار تكون قادرة على المساعدة في الكشف عن الأمراض، وخاصة فيروس كورونا، حيث ستزود الطائرة بالأجهزة اللازمة للقيام باختبار المسحة الأنفية، التي تعتبر الخطوة الأكثر خطورة في الكشف، لأن المريض يبدأ بالعطس أثناء هذه العملية، والتي تتطلب أقصى قدر من الحماية للطبيب.
وقال المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، كمال الديساوي، “نريد تقليص المخاطر من أجل حماية الأطباء لكي يتمكنوا بدورهم من إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص”، بحسب ما نقله البلاغ.
وأضاف السيد الديساوي “وموازاة مع ذلك، سيكون لدينا تطبيق محمول يسمح بالاتصال بين الأطباء والمرضى، ويسمح للمرضى بالتحقق من الأعراض التي يعانون منها وملء البيانات الشخصية التي سيرسلونها إلى الطبيب الذي سيقرر إذا كان هذا الشخص بحاجة إلى أخذ هذه العينة أم لا”.
وسجل المدير أنه بمجرد وصول الطائرة بدون طيار إلى المريض، سيسمح التطبيق للمريض باتباع تعليمات واضحة ودقيقة، خطوة بخطوة، لتنفيذ عملية أخذ العينات، مبرزا أن العبوة التي ستنقلها الطائرة ستشمل “جل كحولي مائي” وقفازات كلاهما للاستخدام الفردي، والتي سيتم التخلص منها لاحقا بعد نقل تلك العينة التي ستكون في كيس معقم، وستضطر الطائرة بدون طيار إلى المرور عبر نقطة تعقيم بمجرد عودتها.
وبخصوص المشروع الثاني “Digital System Medical Respiratory” (نظام تنفس رقمي وذكي)، فقد مكن المدرسة المغربية لعلوم المهندس من الاستجابة لحاجة عالمية، وهو عبارة عن ابتكار رقمي في قطاع أنظمة التنفس، يستند إلى الأشياء المتصلة من أجل توصيل حالة المريض إلى القسم المعني لتجنب أي نوع من الاتصال المباشر لضمان المتابعة، لاسيما في التدفق والضغط والتردد.
ويشكل هذا المشروع كذلك نظام تنبيه للمواقف الحرجة داخل المستشفى، كما يلجأ إلى مواد بلاستيكية معتمدة لتصميم أدوات الجهاز، وبطاقة إلكترونية لإدارة النظام بما في ذلك تنظيم الضغط، من خلال التحكم في التدفق وضغط جهاز التنفس الصناعي، بالإضافة إلى أدوات لمشاركة نفس النظام مع العديد من المرضى.
في حين يعتبر الابتكار الثالث “MeP” (الوصفة الطبية الالكترونية)، تطبيقا محمولا على شكل منصة قابلة للمشاركة، تسمح للطبيب بإنشاء وصفات طبية والتحقق منها، حتى يتمكن المريض من استلام أدويته من الصيدلية، وتفادي الإصابات عبر الوصفات الطبية، وهكذا أصبحت رقمنة الوصفات ضرورة ملحة في المغرب، بحسب البلاغ ذاته.
وتعتمد هذه العملية على رقمنة الوصفات الطبية، وإرسالها إلى أي صيدلية للحصول على الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج، وسيتم تحديد المريض برمز الاستجابة السريعة لاسترداد الأدوية دون الاتصال المباشر، خاصة في الأوبئة والمواقف الحرجة، ويضمن التطبيق بشكل خاص أمن البيانات الطبية والتتبع، بالإضافة إلى تاريخ الوصفات الطبية لرصد المرضى.
وأشار السيد الديساوي إلى أن جميع أستاذة وباحثين المدرسة المغربية لعلوم المهندس مجندين لتقديم دروس عن بعد للطلبة وأيضا الاشتغال في المختبرات العلمية التابعة للمدرسة من أجل المساهمة في إيجاد حلول علمية للمساهمة في المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة المغربية لحماية المواطنين ووقف انتشار فيروس كورونا، لتوفير جميع الوسائل لتجويد الخدمات الطبية.
وأضاف المدير الديساوي، أن جميع براءات اختراع مختبرات المدرسة المغربية لعلوم المهندس تبقى رهن إشارة الوطن من أجل المساهمة في جهود المغرب للحد من انتشار هذه الجائحة.
وأشار البلاغ إلى أن هذا الهاكاثون هو مبادرة لتقديم بعض الحلول المستدامة التي سترى النور خلال هذه الفترة الحرجة من أجل الحد من انتشار هذا الفيروس، ودعوة للجميع إلى التفكير في حلول جديدة تتكيف مع هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة.
يذكر أن المدرسة المغربية لعلوم المهندس أطلقت مسابقة كوفيد شالانج (Covid’Challenge) مساهمة منها في جهود البحث عن حلول مبتكرة لمعالجة القضايا المتعلقة بالأزمة الصحية الحالية.