اعتبرت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين، أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تعتبر أسوأ حالة طوارئ صحية عالمية واجهتها، يأتي ذلك في وقت ناهز فيه عدد المصابين 16.5 مليون مصاب.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في إفادة صحفية عبر الإنترنت من جنيف، إن العالم لن يستطيع التغلب على الجائحة إلا بالحرص على اتباع الإجراءات الصحية من وضع الكمامات إلى الابتعاد عن الزحام.
وتابع، وفق الجزيرة نت، “أينما طُبقت هذه المعايير تتراجع حالات الإصابة، في حين ترتفع في الأماكن التي لا تُطبق فيها”. مشيدا بكندا والصين وألمانيا وكوريا الجنوبية لتمكنها من السيطرة على التفشي.
إجراءات وفاعلية..
من جهته، قال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايك رايان، إن إجراءات السفر وحدها ليست فعالة في الحد من انتشار الفيروس. مشيرا إلى أن إغلاق الحدود بين الدول ليس إستراتيجية مستدامة للتعامل مع الجائحة.
وبيّن أنه “يجب أن تعود الاقتصادات للعمل وعلى الناس استئناف أعمالهم ويجب استئناف التجارة”، وتابع “ما هو واضح هو أن الضغط على الفيروس يدفع عدد الحالات للانخفاض. تخفيف هذا الضغط يجعلها تعود للزيادة”.
وتسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بالمرض في اتخاذ بعض الدول قرارات بإعادة فرض بعض القيود على السفر في الأيام الماضية. وأثارت بريطانيا البلبلة في عملية إعادة فتح قطاع السياحة الأوروبي بعد أن أمرت بوضع العائدين من إسبانيا في الحجر الصحي.
وقال رايان إن الوضع الحالي في إسبانيا ليس سيئا إلى الحد الذي كان عليه في ذروة الجائحة هناك، وتوقع تمكّن مدريد من السيطرة على بؤر التفشي، لكنه أشار إلى أن تحديد نمط انتشار المرض في المستقبل سيستغرق أياما أو أسابيع.وأضاف “كلما فهمنا المرض، وكلما وضعناه تحت الميكروسكوب… تزداد دقة قدرتنا على تخليص مجتمعاتنا منه”.
أرقام وحصيلة..
وبحسب موقع وورلد ميتر المتخصص في رصد آخر الإحصاءات المتعلقة بفيروس كورونا، فقد بلغت أعداد المصابين 16 مليونا و451 ألفا و551 حالة. وبلغت أعداد الوفيات بالفيروس نحو 653 ألفا، في حين بلغت أعداد المتعافين أكثر من 10 ملايين و73 ألف متعاف.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن عدد الإصابات التي تم تشخيصها لا يعكس سوى جزء صغير من العدد الفعلي للعدوى. إذ تخضع بعض البلدان الحالات الشديدة فقط لفحوص، بينما تعطي بلدان أخرى الأولوية لتتبع مخالطي المرضى، والعديد من البلدان الفقيرة لديها قدرة اختبار محدودة.
وتشير الأرقام إلى أن الدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات الجديدة في تقاريرها الأخيرة هي الهند مع 708 وفيات جديدة، والبرازيل بـ555 والولايات المتحدة بـ518.والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من حيث الوفيات والإصابات، إذ سجلت نحو 147 ألف وفاة من بين 4 ملايين و234 ألفا و140 إصابة مسجلة، وفقا لإحصاء جامعة جونز هوبكنز.
موجة ثانية..
يأتي ذلك في وقت تكافح فيه دول في أنحاء آسيا موجة ثانية من عدوى فيروس كورونا المستجد، وتتخذ إجراءات صارمة من جديد سعيا لاحتواء المرض، مع تسجيل زيادة يومية قياسية في عدد الحالات بأستراليا وإغلاق مدينة دانانغ في فيتنام.وفي الصين، ارتفع عدد الإصابات غير المرتبطة بالعائدين من الخارج إلى أعلى معدل منذ مطلع مارس الماضي، حيث بلغ عدد حالات العدوى المحلية 57 من بين 61 حالة جديدة.
ومن المنتظر أن تعلن هونغ كونغ المزيد من القيود اليوم الاثنين بما في ذلك حظر تناول الطعام في المطاعم، وفرض وضع الكمامة في الخارج، وفقا لما جاء في تقارير لوسائل إعلام محلية.وستكون الإجراءات التي من المتوقع أن تصبح سارية اعتبارا من يوم الأربعاء، المرة الأولى التي تحظر فيها المدينة تماما تناول الطعام في المطاعم.
من جانبها، حذرت السلطات الأسترالية من أن إغلاقا لمدة ستة أسابيع في أجزاء من ولاية فيكتوريا بجنوبي شرقي البلاد قد يستمر لمدة أطول بعد أن سجلت البلاد أكبر زيادة يومية في عدد الحالات.
وسجلت فيكتوريا زيادة يومية قياسية بلغت 532 حالة جديدة اليوم الاثنين و6 وفيات ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الوفاة بالفيروس في الولاية إلى 77، أي قرابة نصف العدد الإجمالي للوفيات على المستوى الوطني.
إجراءات التباعد..
من جانبها قالت الحكومة اليابانية، إنها ستحث الشركات على تكثيف العمل عن بعد، وتعزيز إجراءات التباعد الاجتماعي الأخرى وسط ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في أوساط العاملين.
أما حكومة فيتنام فقالت إنها بصدد إجلاء 80 ألف شخص، معظمهم سائحون، من مدينة دانانغ بوسط البلاد بعد تأكد إصابة ثلاثة من السكان بالفيروس في مطلع الأسبوع.في هذه الأثناء، سجلت كوريا الجنوبية أكثر من 14 ألف إصابة و298 وفاة بالفيروس في المجمل. وكان عدد حالات الإصابة الجديدة فيها يوم السبت، وهو 113 حالة، هو الأعلى خلال يوم منذ 31 مارس الماضي.
ومن المتوقع أن تُسجل إندونيسيا الحالة رقم 100 ألف اليوم الاثنين بعد أن تجاوزت البلاد الصين بأعلى عدد لحالات الإصابة والوفاة في شرق آسيا.وفي أوروبا، قررت السلطات المحلية في بلدة كويبيرون الواقعة في منطقة بريتاني في غربي فرنسا منع ارتياد الشواطئ والمتنزهات والحدائق في المساء بسبب تفشي وباء كوفيد-19، وخاصة بين الشباب.
جاء هذا القرار، الذي دخل حيز التنفيذ مساء الأحد، عقب تسجيل 54 إصابة في هذه المدينة السياحية، بحسب السلطات في إقليم موربيهان.وكان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران قد دعا السبت الماضي إلى “اليقظة” لدى الشباب فيما يتعلق بتدابير التباعد.
يشار إلى أن فيروس كورونا أودى بحياة نحو 31 ألفا في فرنسا.