بقلم : أحمد بلغازي
اشتد خناق العزلة على النظام العسكري في الجارة الشرقية، بعد أن بات كل العالم يعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
ومع الضربة القاضية التي تلقاها النظام العسكري في الجزائر باعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، خرج المعزول عما بقي له من صواب، وبدل أن يعيد النظر في سلوكه ليخرج نفسه من العزلة التي بات يعيشها في قضية خاسرة أنفق عليها من الأموال ما كان سيخرج به الشعب الجزائري من حياة البؤس لو توفر له القليل من الرشد، بدل ذلك أقدم على معالجة خطأ فادح بما هو أفدح منه.
ففي حين كان المفترض أن يعيد قراءة خطاب الود الموجه إليه من المغرب من أعلى مستوى في الدولة، اتجه إلى ممارسة لعبة الهروب إلى الأمام التي هي حيلة الفاشلين، ليختلق وهما جديدا لا يمكن أن ينطلي على أبلد تلميذ ابتدائي في مادة التاريخ، ولا على أغبى مبتدئ في عالم السياسة، فما هو الحل الذي اختاره هذا النظام للخروج من عزلته يا ترى؟
لقد اتجه بغباء شديد إلى خلق “جمهورية جديدة” في إحدى دكاكين عاصمته، سماها “جمهورية الريف” واستدعى لحضورها” جمهورية تندوف” والتي لا يمكن حتى وصفها بالبائدة لأنها لم توجد أصلا إلا في خيال النظام العسكري.
والغريب أن جمهورية النظام العسكري الجديدة، لم يوفر لها حتى ما وفره لسابقتها المقبورة في تيندوف، إذ لم يجد لحضور هذه الاحتفالية البائسة سوى ثلاثة أو أربعة صبية متسكعين في أزقة فرنسا، ليعلن بهم “جمهوريته” الجديدة!
ففيما نعزي نظام العسكر الجزائري يا ترى؟
في عقله أم في جمهوريته السابقة أم في جمهوريته اللاحقة.
اللهم لا شماتة.