آن الأوان لرفع سقف الاهتمام بالجالية المغربية

     * بقلم احمد بلغازي 

يتوقع ان تتجاوز تحويلات المهاجرين المغاربة مع متم هذه السنة أكثر من 100مليار درهم. 

ويعد هذا الرقم من بين أعلى أرقام التحويلات المالية التي تستفيد منها الأوطان الأصلية للمهاجرين في العالم. 

وهنا علينا ان نتأمل جيدا في المعنى والدوافع التي تجعل الجالية المغربية على رأس الجاليات التي تحول لبلدانها الأصلية بهذا السخاء، خاصة وان هذه التحويلات تأتي في ظروف صعبة يعيشها العالم ، وفي ظل انكماش اقتصادي وإغلاقات لشركات ومقاولات كبرى ومتوسطة عبر أرجاء العالم، مع ما يترتب على ذلك من بطالة وتقليص في فرص الشغل. 

وعندما نتأمل في هذا الأمر، فإن من أهم ما يثير انتباهنا هو الروابط القوية التي تميز ارتباط مغاربة العالم بوطنهم وهويتهم، وقد أصبح هذا الارتباط أكثر قوة ومتانة على عهد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله منذ تولي جلالته عرش أسلافه الميامين.

فمنذ تسلم جلالته مقاليد العرش، تابعنا وتابع معنا العالم المهتم بالهجرة والمهاجرين، الاهتمام الفائق لجلالته بأبنائه في ديار المهجر، والتعليمات المتوالية لجلالته من اجل تطوير بنية استقبالهم والعناية بهم أثناء العودة والمغادرة، وتسهيل الإجراءات الإدارية أماهم، وتوفير كل الإرشادات اللازمة لهم بالنسبة للراغبين منهم في الاستثمار أو غير ذلك من الخدمات. 

وقد لاحظنا خلال هذه السنة وحدها كيف تطورت الخدمات الموجهة إلى جاليتنا بالخارج عبر العديد من المؤسسات التي أنشئت لهذا الغرض. 

بل وإن صاحب الجلالة أبى حفظه الله إلا أن يخص أبناءه في المهجر ،بمحور كامل من خطابه السامي الأخير، داعيا إلى تسهيل إجراءات الاستثمار في وجههم، ومواكبة مشاريعهم والاهتمام بالأطر المغربية من أبناء الجالية   المغربية .

لأجل ذلك، لابد من تجديد التأكيد ،على ضرورة توسيع العناية بجاليتنا  ، وانخراط اكبر  لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، للرفع من مستوى الخدمات كما وكيفا على صعيد التمثيليات المغربية بالخارج، لتكون هذه الخدمات في مستوى الرغبة الملكية السامية. 

فرغم الجهود التي تقوم بها السفارات والقنصليات المغربية ،إلا أن هناك مزيدا من الحاجة إلى تجويد هذه الخدمات، بما في ذلك تأمين المداومة بقنصليات المغرب في الخارج خلال أيام نهاية الأسبوع على سبيل المثال، وغير ذلك مما يحتاج إلى إعادة نظر وتجويد.