تم، اليوم الثلاثاء برواق أرشيف المغرب بالرباط، افتتاح معرض الراحل حاييم الزعفراني، أحد أعلام النبوغ اليهودي المغربي، وذلك بحضور ثلة من المفكرين والدبلوماسيين المغاربة والأجانب.
وتعزز المعرض، الذي نظمه أرشيف المغرب بشراكة مع جمعية الصويرة- موغادور التي عهدت بأرشيف الفقيد إلى المؤسسة، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس-المؤسس لجمعية الصويرة- موغادور، السيد أندري أزولاي.
وتشكل هاته التظاهرة الثقافية، التي ستستمر إلى غاية 6 مارس 2022، مساهمة في تكريم هذا العلم اليهودي المغربي، حيث ستسلط الضوء، من خلال شذرات، على مساره العلمي وأعماله وحياته الخاصة.
وفي هذا الإطار، أكد مدير أرشيف المغرب، جامع بيضا، أنه من الناحية الأكاديمية، يحظى حاييم الزعفراني بمكانة مركزية، إذ سجل هذا المفكر حضورا في المغرب كما في الخارج، مشيرا إلى أنه “حمل عاليا مشعل المملكة في جميع أنحاء العالم، خاصة في الأرجنتين والبرازيل وإسرائيل”.
وأوضح السيد بيضا، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للانباء، أن حاييم الزعفراني كان حاضرا بقوة في عالم الفكر بحوالي خمسة عشر كتابا وبحثا أكاديميا حول اليهودية المغربية، التي تشكل جزء لا يتجزأ من التراث الوطني والتاريخ المغربي.
وقال إن هذا المعرض هو تكريم لمغربي خدم بلاده على نحو كبير، مضيفا أن تعزيز الأرشيف هو أحد اختصاصات مؤسسة أرشيف المغرب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأرشيف الخاص.
وبعد أن احتفلت المؤسسة بشخصيات وطنية على غرار محمد العربي المساري وعبد الله شقرون، وأجنبية كهنري دوكاستر، تحتفل اليوم وتكرم، بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف (30 نونبر)، أحد أعلام الفكر اليهودي المغربي، حاييم الزعفراني.
وصدر لهذا المفكر البارز عدة أعمال عن الثقافة اليهودية-المغربية، لاسيما دراسته حول حياة اليهود في المغرب الأقصى، بعنوان “ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب”، التي بين فيها أن” يهودية المغرب ترعرعت في تربته وتشربت من مناهله مدة ألفي سنة”، وكذا مقالا بعنوان “يهود الأندلس والمغارب”، الذي يعد محاولة لمقاربة تجربة الجماعة اليهودية بالأندلس إلى غاية 1492 بمثيلتها بالمغرب إلى متم ستينيات القرن العشرين.
وفي كتابه القادم “عالم إدمون، مقابلات ونظرة في أعمال المالح”، قال الكاتب عبد الله بيضا إن عمل حاييم الزعفراني “أنقذ التراث الروحي اليهودي بكل مكوناته من الضياع “.
واعتبر حاييم الزعفراني، الذي ولد يوم 10 يونيو 1922 وتوفي 31 مارس 2004 بباريس، مدينته الأصلية، الصويرة، ملاذا للسلام والتعايش المفعم بالسكينة والطمأنينة.