يطمح المغرب إلى الانتقال من بلد مستورد للطاقة الأحفورية إلى بلد مُصدر للطاقة النظيفة في المستقبل، بفضل المؤهلات المتوفرة فيما يخص الطاقات المتجددة.
وكان المغرب سباقا لوضع إستراتيجية قبل عشر سنوات بهدف استغلال مصادر الطاقات المتجددة وخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتقليص الفاتورة الطاقية.
وتم إحداث لجنة تضم كل الفاعلين العموميين والخواص والجامعات من أجل مواكبة تطور التحول المسجل عبر العالم فيما يخص الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون، تتمثل مهمتها في المواكبة من الناحية التنظيمية والتقنية والصناعية.
90 في المائة من الهيدروجين المستعمل في العالم هو هيدروجين رمادي يتضمن نسبة كبيرة من الكربون، ويستعد العالم للتوجه نحو الهيدروجين الأخضر ذي المصدر الطاقي المتجدد لاستعماله في الصناعة لتصبح بدون كربون إضافة إلى التنقل وتخزين الطاقة.
وتسعى على الدولة المغربية إلى تقديم المثال فيما يخص استعمال الطاقة النظيفة في إطار “مبدأ مثالية الدولة”، وهو مبدأ تم تطبيقه في عدد من القطاعات الحكومية التي شرعت في استعمال الطاقة الشمسية في بنياتها واقتناء السيارات الهجينة والكهربائية.
وحقق المغرب إنجازات مهمة فيما يخص الطاقات المتجددة، تتجلى أساسا في قدرة إنتاجية تصل إلى 4000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والريحية والمائية؛ وهو ما يجعل منه فاعلا مرجعيا قاريا ودوليا في هذا المجال…
هذه الإنجازات تؤهل المغرب لتجاوز مرحلة استهداف الشبكة الوطنية للكهرباء إلى الإنتاج لفائدة قطاعات الصناعة والنقل والفلاحة، واستعمال الهيدروجين الأخضر لتعويض الطاقة الأحفورية في بعض الصناعات…
وبدأ العديد من الفاعلين الدوليين الخواص يهتمون بإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب من خلال الشروع في إجراء دراسات مفصلة. ومن المقرر، أن يتم إطلاق طلبات عروض من أجل تنفيذ المشاريع في هذا الصدد قريبا على أساس انطلاقها الفعلي ابتداء من سنة 2025.