باريس – وقع معهد العالم العربي والمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، اليوم الجمعة بباريس، اتفاقية تروم تعزيز شراكتهما الثنائية وتشمل التنظيم المشترك لتظاهرات فنية مهمة في المغرب وفرنسا.
وجرى التوقيع على الاتفاقية بمقر معهد العالم العربي، من قبل رئيسي المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، مهدي قطبي، ومعهد العالم العربي، جاك لانغ.
وبهذه المناسبة، أكد المسؤولان على أهمية هذه الاتفاقية التي تأتي لتكريس وضع المغرب كبلد رائد في المجالين الثقافي والفني ضمن محيطه الإقليمي، منوهين بالدينامية القوية التي أضفاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الحياة الثقافية في المملكة والمكانة الجوهرية التي يوليها جلالته للنهوض بالفنون والثقافة.
وتنص هذه الاتفاقية، التي تطبع مرحلة جديدة في مسلسل التعاون بين المؤسستين، برسم سنة 2022، أساسا، إحداث مكتبة للفن بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، واستعارة أعمال من معهد العالم العربي لمعرض متنقل بمدن طنجة، الرباط ومراكش، إلى جانب إقامة بينالي للصور الفوتوغرافية بمعهد العالم العربي حول المغرب المعاصر، الذي سينظم بشكل موازي في المعهد والمتحف الوطني للتصوير بالرباط.
وأشاد السيد لانغ بهذه المشاريع التي تمكن من تعزيز العلاقات الوثيقة، الودية والأخوية القائمة بين معهد العالم العربي والمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، موضحا أن “المغرب، البلد الفريد، يستحق علاقة مميزة مع معهد العالم العربي”.
وذكر بأن المغرب لطالما احتل مكانة مركزية لدى المعهد، وأن المملكة كانت موضوع أول معرض كبير تحت عنوان “المغرب المعاصر” سنة 2014.
وقال رئيس معهد العالم العربي “إننا ننخرط في دينامية ثقافية مغربية استثنائية أطلقها جلالة الملك منذ عدة سنوات، والتي تجعل من المغرب اليوم، لا محالة، البلد الأكثر إبداعا في إفريقيا بأكملها”.
من جانبه، أوضح رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقية تشكل تجسيدا لالتزامات المؤسستين، والتي تهم في المقام الأول الاستعارة من معهد العالم العربي الذي يملك “إحدى أكبر مجموعات للرسامين العرب في العالم”، مضيفا “علينا في المغرب تسليط الأضواء على هؤلاء الرسامين العرب”.
وأضاف أن الأمر يتعلق باستعارة مدتها سنة لأعمال معهد العالم العربي لفائدة معرض متنقل ينظم في عدد من المدن المغربية، مسجلا أن السيد لانغ قرر مصاحبة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في امتلاك مكتبة مخصصة للفن، والتي ستكون مفتوحة في وجه جميع المغاربة.
كما قررت المؤسستان -يضيف رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف- تنظيم بينالي للصور الفوتوغرافية بمعهد العالم العربي والمتحف الوطني للتصوير في الرباط، مضيفا أن المعهد سيحتضن قريبا حدثا عالميا كبيرا حول اليهودية في الشرق، مع التركيز على المغرب كـ “أرض للحوار، العيش المشترك، والنموذج بالنسبة للعالم”.
وأشار إلى أن المغرب، سيقوم بهذه المناسبة، بإعارة معهد العالم العربي أعمالا وقطعا غايتها المساهمة في إثراء هذا المسار.
من جهة أخرى، أشار السيد قطبي إلى أن متاحف المغرب بلغت “نضجا استثنائيا بفضل السياسة والمكانة التي يوليها جلالة الملك للثقافة”.
وخلص إلى أن “متاحف المغرب، اليوم، تُقدم كنموذج للتأكيد في المقام الأول على أنه بالرغم من الجائحة، قمنا بفتح متاحفنا، واستقبلنا الجمهور وسنواصل الاشتغال على ذلك”.