انتقدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء 18 غشت الجاري، اندفاع الدول الغنية نحو توفير جرعات معززة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في وقت لم يتلق الملايين حول العالم جرعة أولى بعد.
وفي حديثهم قبل إعلان السلطات الأميركية أن جميع المواطنين الذين تلقوا اللقاح كاملا سيكونون مؤهلين لتلقي جرعة إضافية، شدد خبراء منظمة الصحة العالمية على عدم وجود أدلة علمية كافية على الحاجة لجرعات معززة، وقالوا إن توفيرها في وقت ما زال الكثير ينتظرون الحصول على جرعة أولى أمر غير أخلاقي.
ودعت المنظمة في وقت سابق من الشهر الجاري إلى وقف تقديم جرعات معززة من أجل المساعدة في تخفيف حدة اللامساواة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة.
لكن ذلك لم يمنع عددا من البلدان من المضي قدما في خطط تقديم جرعة ثالثة فيما تكافح لوقف انتشار المتحورة “دلتا”.
وقالت السلطات الصحية الأميركية الأربعاء إن الأميركيين الذين أخذوا لقاحا من شركتي “فايزر” و”موديرنا” سيتمكنون من تلقي حقنة ثالثة معززة بعد ثمانية أشهر من الجرعة الثانية، اعتبارا من 20 شتنبر المقبل.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي الأربعاء “ماهو واضح أنه من المهم الحصول على الجرعات الأولى من اللقاحات وحماية الفئات الأكثر ضعفا قبل بدء تقديم جرعات معززة”.
وأضاف أن “الهوة بين من يملكون اللقاحات ومن لا يملكونها ستزداد إذا أعطى المصنعون والقادة الأولوية للجرعات المعززة بدلا من إمداد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل”.
وتابع أن “الفيروس يتقدم وليس من مصلحة القادة التركيز على أهداف وطنية ضيقة فيما نعيش في عالم مترابط و الفيروس يتحور بسرعة”.
من جهة أخرى، أعرب تيدروس عن غضبه إزاء التقارير التي تفيد بأن لقاح جونسون اند جونسون الذي يعطي بجرعة واحدة والذي تجري تعبئته حاليا في جنوب إفريقيا، يتم شحنه للاستخدام في أوروبا “حيث أعطيت اللقاحات لجميع البالغين تقريبا في هذه المرحلة”.
وقال “نحض شركة جونسون اند جونسون على إعطاء الأولوية بشكل طارئ لتوزيع لقاحاتها في إفريقيا قبل النظر في إمداد دول غنية لديها أصلا كميات كافية”.
وأضاف أن “اللامساواة في مسألة اللقاحات عار على البشرية وإذا لم نتصد لها معا، سنطيل المرحلة الحرجة من هذا الوباء إلى سنوات فيما يمكن أن تنتهي في غضون أشهر”.