فبخصوص طلبات ترحيل جثث المواطنين المتوفين بشكل طبيعي إلى المغرب، أوضح السيد بلا “أنه منذ طرح هذا الاشكال الذي هو في العمق قضية إنسانية نقدر أبعادها الروحية والشخصية ما فتأت السفارة والقنصليات العامة تبحث عن الوسائل والسبل الكفيلة لترحيل الجثث”.
وأضاف أنه ” في الوقت الراهن وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها إيطاليا والعالم بأسره من أجل الحد من انتشار وباء كورونا، بات من المستحيل، بالنسبة لهذه السفارة والقنصليات العامة بإيطاليا، تلبية رغبة أسر المواطنين المتوفين بشكل طبيعي لترحيل جثث ذويهم للمغرب”، موضحا أن الرحلات الجوية مغلقة دوليا والحدود البرية والجوية للمملكة مغلقة أيضا ،”وبالتالي فهو إشكال لا يخص فقط إيطاليا بل كل الجاليات المغربية والإسلامية في جميع انحاء العالم”.
وقال السفير “نتفهم ألم وحزن أسر المتوفين ونثمن عاليا رغبتهم في دفن ذويهم بأرض الوطن مما يترجم مدى ارتباطهم الروحي وتعلقهم العميق بوطنهم الأم، ولكن وللأسف الشديد يستحيل في الظروف الاستثنائية الراهنة على المستوى الدولي تلبية هذه الرغبة”، ودعاهم ” كبديل وحيد متوفر لحد الساعة، الى دفن ذويهم بالمقابر الإسلامية بإيطاليا، الأمر الذي لا يمنع بعد عودة الأمور الى حالتها العادية، وإن رغبت الأسر في ذلك، من استخراج الرفات وترحيلها”.
وأضاف أن هذا البديل الوحيد في ظل هذه الظروف “أفضل من ترك الجثث داخل مستودعات الأموات، الأمر الذي يتنافى مع أخلاقياتنا الاجتماعية وقيمنا الدينية التي تدعو الى إكرام موتانا”.
وفيما يخص قيام بعض الشركات بنقل المسافرين من إيطاليا، برا، موهمين إياهم بإمكانية عبور الحدود المغربية رغم قرار اغلاقها، ذكر السفير المغربي، أن الشركات التي تمارس هذه التصرفات تسقط أولا في مخالفة واضحة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الايطالية للحد من تفشي الوباء ومن ذلك ضرورة الالتزام الارادي بالحجر الصحي في البيوت ومنع التجول والتنقل، وثانيا لا تحترم القرارات السيادية التي اتخذتها السلطات المغربية بإغلاق الحدود البرية والبحرية انسجاما مع الجهود الدولية للحد من تفشي الوباء والحفاظ على صحة الجميع.
وطالب السيد بلا هذه الشركات بتحمل مسؤوليتها إزاء المواطنين، محذرا إياها من العواقب القانونية المترتبة عن هذا التصرف اللامسؤول الذي يعرض صحة المسافرين للخطر.
وأشاد سفير المغرب بروح المسؤولية العالية وقيم التضامن والتآزر التي أبانت عنها الجالية المغربية في إيطاليا خلال جميع مراحل هذه الازمة الصعبة.
وأبرز أن انخراط أفراد الجالية السريع والفعال، الى جانب إخوانهم الايطاليين، في معركة مواجهة هذه الآفة هو “خير دليل على اندماجهم المتميز في المجتمع الإيطالي مما يمثل مبعث اعتزاز وافتخار لنا جميعا كسفارة وقنصليات عامة”.
وحسب المعطيات الواردة من القنصليات العامة المغربية في ايطاليا، فانه لم تسجل لحد الساعة أية حالة وفاة في صفوف افراد الجالية المغربية ناجمة عن وباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 1809 شخص في إيطاليا.