تساهم أقسام التعليم الأساسي ال 13 التي تم إحداثها خلال العام الجاري على صعيد إقليم خريبكة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تطوير قدرات أطفال صغار ينحدرون أساسا في أوساط فقيرة بالوسطين القروي والحضري بالإقليم.
تستقبل هذه الأقسام التي أحدثت داخل مؤسسات تعليمية في الإجمالي 431 طفلا ما بين 4 وست سنوات، وتتيح لهم تعليما أوليا يفتح قدراتهم استعدادا لولوج التعليم الأساسي.
وقد تمت برمجة إحداث 20 قسما جديدا برسم الموسم الدراسي المقبل ليصبح العدد الإجمالي للأقسام المحدثة 33 مما سيرفع من معدل التغطية على صعيد إقليم خريبكة في ما يتعلق بتعميم التعليم قبل المدرسي الى نسبة 64 في المائة.
ويتوقع الطيب خلدون من قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم خريبكة في تصريح له، أنه مع تواصل هذه الوتيرة في الإنجاز يمكن بلوغ الهدف الاستراتيجي لتحقيق تعميم كامل قبل سنة 2027 وهي السنة المحددة كهدف لتعميم التعليم الأولي بنسبة مائة بالمائة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية.
وضمن هذا الهدف الاستراتيجي الكبير الذي حددته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سيتم على الصعيد الوطني إحداث 10 آلاف وحدة للتعليم قبل المدرسي وإعادة تأهيل 5000 وحدة جديدة لتوفير خدمات التعليم الأولي في المناطق القروية والنائية التي لا تشملها تدخلات وزارة التربية الوطنية، ما سيتيح استقبال 300 ألف طفل على مدار السنوات الممتدة من 2019 الى 2023.
وتتولى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحداث هذه الأقسام التي غالبا ما تكون داخل مؤسسات تعليمية، ثم تجهيزها بمختلف المعدات والاليات وتخصيص ميزانية سنوية للتسيير.
وتقوم مؤسسة زاكورة بموجب اتفاقية شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية بعملية التسيير.
ويري المهدي كعموش عن مؤسسة زاكورة أن هذه الأخيرة تقوم بمجموعة من العمليات لإنجاح التعليم الأولي بمختلف الموسسات التي تشرف عليها، بحيث تسهر على تدريب وتكوين المربيات ومصاحبة الأطفال الصغار في اندماجهم داخل المؤسسات التعليمية.
أما محمد خمراوي من قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم خريبكة فيرى أن الهدف الأساسي يتمثل في تقريب التعليم الأولي من أطفال العالم القروي خصوصا البالغين ما بين من 4 الى 6 سنوات وتحقيق مبدأ المساواة وتكافئ الفرص مع نظرائهم في المدن.
تتوزع هذه الأقسام ال 13 المتواجدة بإقليم خريبكة على عدد من الجماعات كبني زرانتل بأبي الجعد، وأولاد أحمد وأولاد عيسى وحجيرة وسوق تنين بوادي زم، ثم أولاد يعلا وبولنوار والمشاهرة وبئر الجديد وأولاد عبدون بخريبكة.
وقد كلف إنجازها موارد مالية إجمالية قيمتها 3 ملايين و871 الف درهم بما في ذلك تكلفة التجهير والتسيير.
يشار إلى أن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 19 شتنبر 2018، ترتكز على أربعة برامج رئيسية ، يهم أولها تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية.
ويهم الثاني مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة لتكريس المكتسبات ومواصلة التطور اللذين حققتهما البرامج المنجزة خلال المرحلتين السابقتين، والرفع من جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة من المجتمع، وتوفير مواكبة ذات جودة لهذه الفئات بمراكز متخصصة ومساعدتها على الاندماج الاجتماعي والمهني.
أما الدعامة الثالثة فتهم تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بهدف ترسيخ ثقافة جديدة لخلق قيمة مستدامة عبر اعتماد “مقاربة المشروع”، في حين يهم البرنامج الرابع الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، بغية تخفيف المعيقات الأساسية للتنمية البشرية عبر مواكبة الأشخاص طيلة مراحل نموهم.