الرئيسية / الأسرة و المجتمع / للإفلات من الأخطبوط: لم يعد للخميسات من مفر سوى جلالة الملك 

للإفلات من الأخطبوط: لم يعد للخميسات من مفر سوى جلالة الملك 

  أحمـد بلغـازي
   
  لن يتفاجأ بجديد، كل من مر بمدينة الخميسات منذ عقود ويمر بها اليوم، فلا شئ تغير ولاشئ يلفت الإنتباه بأن شيئا تغير بهذه المدينة التي تحولت إلى عمالة منذ السبعينيات وأصبحت منذ ذلك التاريخ البعيد عاصمة لزمور.
 
  لا تزال مدينة الخميسات ضحية للإهمال، ولا يزال الذين تعاقبوا على شأنها المحلي من نفس الطينة ومن نفس الطبيعة، يوزعون على ساكنة المدينة مئات الوعود في ليالي الإنتخابات، وبمجرد ما يتربعون على كراسي المسؤولية المحلية  أو الإقليمية، تنصرف كل جهودهم ويتركز كل اهتمامهم على إبداع أساليب من الاحتيال والمناورة التي لا يخطر الكثير منها على بال الشيطان. 
   
  لن نعود إلى تاريخ العلاقة بين هذه المدينة وساكنتها مع هذا النوع من المنتخبين والمسؤولين المحليين إلى محطات قديمة لم يعشها الجيل الحالي، وإنما سأقتصر هنا فقط على بعض ما عاشه الجيل الحالي.
 
  ففي التاريخ القريب، وعندما تغير كل شيء من حول الخميسات وأهلها عبر  تراب المملكة، حيث تغير وجه الشمال في المغرب، وتغير وجه جنوب المملكة وشرقها وغربها على عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، نزل على الخميسات بالمظلات منتخبون، تقاطعت صفاتهم وأوصافهم وذممهم وماضيهم كذلك، إلا من رحم ربك.
 
 جلهم إما أميون أو شبه أميين، وجلهم مر بحياة الفقر والبؤس،وهذا ليس عيبا، ولكن العيب هو أنهم بدل أن يوظفوا ماضيهم مع الفاقة إلى حافز لإخراج مواطني هذه المدينة وإقليمها من الفقر، قاموا بالعكس فانتقموا من أبناء المدينة والإقليم، وكأن هذه الساكنة كانت سبب فقرهم وسببا في ضعف تحصيلهم الدراسي أو انعدامه عند بعضهم تماما، وهكذا أعطوا درسا لكل من حولهم خاصة للذين باعوا أصواتهم، أو الذين ساعدوهم على المرور في الانتخابات من خلال العزوف، بأن الإنسان عندما يأتي من العدم، العدم الثقافي والسياسي والتربوي، يمكنه أن يتحول بواسطة كرسي على رأس جماعة أو مجلس إقليمي إلى مالك ضيعات وعقارات ومقاهي وما شابه، مما يمكن أن تجود به الصفقات ونهب المال العام الذي ليس عليه رقيب، أو عليه رقيب أخرس. 
 
 لقد كانت هذه العينة من ناهبي الخميسات وإقليمها أثناء كل الانتخابات التي خاضوها تعطي وعودا للساكنة بإنجازات شتى ومشاريع لا يحصرها العد.
 
  وبالفعل، فقد أنجزوا كل ما وعدو به، ولكن ليس للساكنة وإنما لأنفسهم وأبنائهم والأقرباء والمتواطئين.
 
  وهكذا تحول  بائع للمعقودة والببوش مثلا، إلى حاكم للمدينة والإقليم، قادر على الجلوس على العديد من الكراسي التمثيلية في وقت واحد، وأن يتحول إلى أخطبوط تخرج من بين أصابعه الشركات ويدين له بالولاء متواطئون من نوعه وطينته لتقاسم غنائم الصفقات.
 
  والغريب أن كل ذلك يحدث تحت أنظار المسؤولين الإقليميين والمحليين وعلى رأسهم السادة العمال الذين تعاقبوا على هذه المدينة وإقليمها المنكوبين.
 
 أما الأغرب من هذا وذاك، فهو أن عين الرقابة والتفتيش المركزية بمختلف تسمياتها، والتي تكتشف الخروقات والاختلاسات والتجاوزات بالجماعات والمجالس الإقليمية ومجالس العمالات ومجالس الجهات عبر التراب الوطني، تصاب بالدوران وعمى الألوان حين يتعلق بهذه الناحية التي يديرها السحرة، وأمام هذا الوضع المأساوي القاتم أصبحت ساكنة الخميسات وزمور عموما تتساءل : أليس في هذه المنطقة رجل رشيد؟
 
  من أجل كل ذلك، وسعيا إلى رفع (الحڭرة)عن عاصمة زمور وساكنتها، قررنا أن نتوجه مستقبلا بنداءات الإستغاثة إلى المؤتمن على وطنه وشعبه جلالة الملك نصره الله، فقد فقدت ساكنة الخميسات وإقليمها ثقتهم بالجميع، ولم يعد لها من ملجإ ينقذها من أخطبوط الفساد سوى جلالة الملك حفظه الله.

عن majaliss

شاهد أيضاً

سلوك حراس السيارات موضوع مساءلة في البرلمان

“مجالس.نت”  تجاوزت ظاهرة المضايقات التي يقوم بها حراس السيارات للمواطنين حدود مواقع ركن السيارات ،وطرحت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *